تخطى الى المحتوى

أُحدثكم عن الفشل

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

… لا يهم.

حقيقةً لا يهم إن فشلت في أمر ما، الحياة تمضي وكل الأمور ستكون على ما يرام في النهاية.

الفشل يقابله النجاح المؤقت، والنجاح المستمر لن يحدث دون فشل مستمر، هذه هي المعادلة.

تكرار الأخطاء هو الفشل كما تعلمت، وتكرار الفشل هو الفشل الحقيقي، ولن يتجاوز الواحد فينا إلى المرحلة التالية إلا بعد صفعة الإستيقاظ التي تقول له: «صحَصَح … لا تكرر!».

مشكلة الفشل ليست في وجوده بل في الإحساس المرافق له، مثل المخاض … فنتيجته ممتعة في نهاية الأمر بعد الكثير من الألم.

ومشكلة إحساس الفشل أيضاً هو الشعور بالعجز التام … فلا يمكنك أن ترى الأمور الأخرى كما يجب عليك أن تراها إلا بعد انتهائه.

يحاط الإنسان الذي يعيش مرحلة الفشل بمشاعر سلبية من الداخل (ومع الآخرين) في الخارج، تصيبه بالهبوط ليقف أمام خيارين: إما الإستسلام التام، أو الإستسلام المؤقت ليقوم ويتجاوز الأمر.

ومشكلة إحساس الفشل أنه يقودك دوماً لعدم تحمل المسؤولية … لأنك بطبيعة الحال تملك بعض الأنانية ولا تريد أن تؤنب «الأنا» بفشلك.

كل ما أعرفه عن انتهاء الفشل أمرين: أن تقرر الابتعاد عنه أولاً بعد استيعابك له، وثانياً أن تحيط بنفسك مع آخرين ليسوا في دائرة فشلك.

كتابتي لهذه السطور أول خطوة اتجاه عدم الشعور بالفشل بعد توقفي شهر كامل دون كتابة كلمة واحدة … كلمة واحدة فقط في المدونة أو في مشاريعي الكتابية الخاصة، وبذلك أكون خلال الشهر الماضي قد ضربت بكل قناعاتي ومحاولاتي مع الآخرين بكسر مفهوم الفشل عرض الحائط.

ولأني مثل أي شخص يدّعي الطموح، قررت أن آخذ الخطوة … بالرجوع للكتابة التي ستحرك المياه الراكدة، ولأني بطبيعة الحال لا أنوي أن أكون إنساناً سلبي مهما كلف الأمر.

وربما أعدكم بالكثير من الإيجابية والتفاؤل خلال الأيام القادمة.

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت