• اختيارات ديسمبر ٢٠٢٣ للقراءة – الجزء الأول

    أعلم يقينًا أن الأسئلة ستنهال هذه الأيام عن اختيارات مقترحة للكُتب تزامنًا مع بدء معرض جدة للكتاب، وربما يتفضّل عليَ القارئ الكريم بثقته في بعض الاختيارات، قبل البدء في السؤال. وها هنا اقتراحات مؤقتة سنستكملها في وقتٍ لاحق.. وهي لكُتّاب، وليست لكُتب بعينها.

    • سيكولوجيا المال، مورجان هوسل. لو كنت متقنًا للقراءة باللغة الإنجليزية، لا أنصحك باقتناء النسخة العربية لأن ترجمتها تعيسة. لكنني مضطر على اقتراح هذا الكتاب، نظرًا لأهميته البالغة وتأثيره الكبير عليَ شخصيًا. كما أن للكاتب كتاب جديد صدر منذ أسبوعين (سمعت أنه تُرجِم إلى العربية) اسم الكتاب باللغة الإنجليزية: Same as Ever. هذا الكاتب، حتى لو كتب قائمة تسوّق من السوبرماركت، سوف أقرأها له.
    • ظل الريح، كارلوس زافون. الجزء الأول من سلسلة مقبرة الكُتب المنسية (تجدوها عند دار مسكلياني)، كما أقترح معها الجزء الثاني: لعبة الملاك، والجزء الثالث: سجين السماء، (لم انته بعد من الجزء الرابع).
    • كُتب آلان دو بوتون وسلسلة مدرسة الحياة (تجدوها عند دار التنوير): عزاءات الفلسفة، وقلق السعي للمكانة، ومفكّرين عظماء.
    • روايات هاروكي موراكامي فيها شيء من السحر (دار الآداب).. لا أمانع اختياراتكم لبعضها بشكلٍ عشوائي.. أقرأ هذه الأيام: تسوكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه، مستمتع بها جدًا وبقي ثلثها.
    • إحدى عشر دقيقة، باولو كويلو (قرأتها بالانجليزية). وربما اقترح معها الزهير.
    • كُتب عمر طاهر بشكلٍ عام. (تجدوها في دار الكرمة)، اقترح البدء في: من علّم عبد الناصر شرب السجائر.
    • كُتب أحمد مشرف، تجدوها في (مركز الأدب العربي). ثورة الفن، وهم الإنجاز، مئة تحت الصفر، عبور، والكتاب الأخير.. كلّه خير.

  • تركيز غير منقطع خلال اليوم

    يعتقد الراحل تشارلي منجر أن أحد أسباب نجاحه في هذه الحياة هي امتلاكه لما أسماه «أطول فترة تركيز غير منقطعة» أو Longest Attention Span. كان غزير القراءة والتركيز في أعماله وقراءة الكُتب، لدرجة أن أبناءه كانوا يطلقون عليه مازحين لقب «كتاب مع أرجل وأيادٍ».

    هذا التركيز حُرم منه الجميع مع نمط الحياة المعاصر، وبسبب إدماننا غير المتوقف في استخدام الجوال، لدرجة أن تيم كوك كان قد وضّح في إحدى اللقاءات أن جهاز الآيفون لم يُصمم ليكون هاتفًا ذكي يُستخدم طيلة اليوم!

    يعلم الجميع ماذا أقصد. أتحدّث عن عدم قدرة الكثيرين اليوم في الانغماس في قراءات عميقة، أو مطالعة تقرير مهم لمدة نصف ساعة أو أكثر، أو بالبقاء مع إنسان عزيز بحضور ذهني كامل. أعاني شخصيًا من هذا الأمر مثل أي إنسان، ولذا قررت أن أبحث عن حلول لهذه المشكلة، فعملي يتطلب أن أقرأ الكثير والكثير من المقالات والكُتب، وأحيانًا أن أستمع للكثير من المواد المسموعة المطوّلة ذات القيمة والجودة العالية، عوضًا عن ترك نفسي للغرق في بحر «ريلات» انستجرام، وتغريدات تويتر التي لا تنتهي.

    إحدى الأدوات التي نجحت معي، هي استخدامي لتطبيق Forest. وهو عبارة عن لعبة، يتم فيها اختيار عدة دقائق أو ساعات محددة تقفل معها بعض تطبيقات الجوال، وعند انتهاء المدة (وأنت بعيد عن الجوال) تنمو لك شجرة. هذه الشجرة تكون واحدة من عدة شجرات عليك أن تزرعهم خلال الشهر، لترى محصول زراعتك خلال المدة الماضية، كل شجرة تمثّل تركيزًا نجحت في الحفاظ عليه.

    يساعد التطبيق على تنبيهك بالابتعاد عن هاتفك، والعودة لعملك أو لما تحاول القيام بإنجازه بتركيز.

    أصبحت معه أتحدى نفسي كل يوم. هذه الأيام أسعى لإنجاز أربع ساعات يومية على الأقل من التركيز غير المنقطع، وطبعًا إثراء مزرعتي بالأشجار.

    أدعوكم للتجربة.

     

  • وهم الحبسة الإبداعية

    قمت بعمل عرض تقديمي صغير العام الماضي في معرض الكتاب في المنطقة الشرقية، كان آخر سؤال تلقيته ممن تكرّم علي بالحضور عن كيفية التعامل مع ما يُسمّى «حبسة الكتابة» أو الـ Writers Block. وأجبت الإجابة الاعتيادية: أن «حبسة الكتابة» ليس لها وجود. بالطبع إجابتي لم تلقى القبول أو الترحيب.

    حبسة الكتابة هي خليط بين الكسل أو الخوف، أو أحدهما. فالإنسان المرهق لا يستطيع أن يكتب؛ بل من الصعب عليه أن يُنجز أي شيء، والخائف سوف لن يقدّم أي شيء لخوفه من آراء الأخرين أو ردة فعلهم.

    نفس الشيء ينطبق عمومًا على كل الفنون، وهي ما يُطلق عليها «حبسة الإبداع» Creative Block.

    يقع بعض الفنانين ضحية فخ محاولة إبهار الآخرين دون تركيز أكبر على جوهر العمل، تمامًا كما يحب أن يظهر رواد الأعمال أحبانًا للحديث عن أعمالهم أكثر من التركيز على تنميتها، ومثل الأطباء الذين يصرفون ساعات أكثر على تويتر من عياداتهم وأبحاثهم.

    أميل مع المدرسة التي تقول أن الفنان يجب أن يُنجز أعماله التي يتمنى رؤيتها من قِبل فنّانين آخرين. كما أن الكاتب يجب أن يكتب ما يود قراءته. يتواصل مع نفسه أولًا، ثم يُظهِر هذا التواصل للآخرين.

    الفنان هو عميل نفسه الأول، وعندما لا يكون كذلك.. سيقف أمام وهم حبسة إبداعه متوقعًا أنها سبب عدم إنجازه للعمل.

  • هل أنت بخيل أم مستقل؟

    معظم قراء هذه المقالة هم من أبناء وبنات الطبقة المتوسطة بلا شك. هم أشخاص يسعون للارتقاء بحياتهم في كل الأصعدة، مهنيًا، واجتماعيًا، وعائليًا، ودينيًا، وروحيًا، وصحيًا. واقتصاديًا!

    نقف عند اقتصاديًا؛ فهذا الجانب هو الوحيد الذي لا يرتاح ابن الطبقة المتوسطة مناقشة تفاصيله مع الآخرين بشفافية، فالموضوع الاقتصادي هو الذي يكشف الإخفاقات ونقاط الضعف، بقدر ما يكشف قدراتنا على الصمود أمام تحديات الحياة. ولا يوجد إنسان يحب أن يكشف إحساسه بالإخفاق.

    يشير آلان دو بوتون أن السبب في ذلك لا يخرج عن تصوير الوضع المادي كانعكاس على قيمتنا أمام المجتمع، فإن امتلكت المزيد منه، فهذا يعني أنني أكثر نجاحًا.. أو بلغة أخرى: إن امتلكت ما يُظِهر أنني أملك المزيد منه فهذا يعني أنني إنسانٌ ناجح، والعكس قد يكون صحيحًا.

    ولذا يميل الكثيرين من أبناء نفس الطبقة إلى القيام بتضحيات مكلفة لإثبات أنهم ضمن اللعبة الاجتماعية، فالملابس الفاخرة والمطاعم الغالية خيارات مطروحة كل يوم حتى وإن كانت تقتص من قدرتهم المادية، أو عن بحثهم لمستقبل أفضل مع المزيد من الاستثمار أو الادخار.

    وهنا يعلّق مورجان هوسل:

    «التوفير، حسب تعريفي يعني: حرمان نفسك من شيء تريده وتستطيع تحمّل عدم الحصول عليه.

    إن عدم الرغبة في [شراء شيء] ما لأنك تحصل على متعتك وهويتك من مصادر لا يمكن شراؤها هو شيء مختلف تمامًا.

    أفضل كلمة لوصف هذه الحالة على الأرجح هي: الاستقلال.

    معظم الناس متهيئون للبحث عن المكانة والنجاح، وليس بالضرورة السعادة. من الرائع مشاهدة شخص ما يقاوم هذا الاتجاه. [قد يبدون] من الخارج مقتصدين. لكنهم في الواقع رفضوا ما يقوله لهم العالم أنهم يحتاجوه، وفضلوا إزاحة النظر إلى شيء آخر ليجدوا سعادتهم فيه.

    يخبرك العالم – ولو بالهمس فقط – أن الجميع يجب أن يريدوا نفس الأشياء: منزل كبير، سيارة جميلة، درجات علمية متقدمة، أوراق اعتماد، مكانة اجتماعية، وما إلى ذلك.

    أنا أحب معظم تلك الأشياء. لكن عليك أن تدرك مدى جاذبيتهم التي تمثل انجذابًا للمكانة، وهو ما يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا عن السعادة.»

    ويكمل بحكايته عن «تشيك فيني» مؤسس سلسة متاجر الأسواق الحرّة Duty Free:

    «توفي تشاك فيني، مؤسس متاجر السوق الحرة، الشهر الماضي.

    الجزء المعروف من قصة فيني هو أنه تخلى عن 99.99% من ثروته البالغة ثمان مليارات دولار منذ سنوات، قبل وفاته.

    احتفظ هو وزوجته بمليوني دولار، وعاشا في شقة صغيرة، وسافرا بالحافلة، وتبرعا بالباقي للجمعيات الخيرية. الجزء الأقل شهرة من قصة فيني هو أنه قام ذات مرة بتجربة صادقة مع حياة البذخ.

    كتبت صحيفة واشنطن بوست عن حياته في الثمانينيات، عندما أصبح ثريًا حديثًا:

    كان لديه شقق فاخرة في نيويورك ولندن وباريس ويمضي في إجازات فاخرة في أسبن والريفيرا الفرنسية. كان يتجول مع الأثرياء الآخرين على اليخوت والطائرات الخاصة. إذا أراد ذلك، كان يستطيع تحمّل تكلفة شراء واحدة منها.

    سرعان ما أدرك «فيني» أن ذلك لم يرقه كثيرًا. بل أن المجتمع أقنعه أنه يريد هذه الأشياء (البيوت، والإجازات الفاخرة، واليخوت، إلخ.). لكن هذا لم يكن ما جعله سعيدًا في الواقع. بل التبرّع بالمال.

    وقال فيني: «أنا سعيدًا حقًّا عندما أساعد الناس، وأشعر بالتعاسة عندما أقوم بعكس ذلك».

    أحببت هذا التصريح. أو بشكل أكثر دقة: أحببت أنه أحب ذلك.

    لم يتبع مسارًا نموذجيًا لما قال له الآخرين ماذا يُحب أو كيف يعيش. وجد ما جعله إنسانًا سعيد. ربما بدا مقتصدًا [للآخرين]، لكنه كان في الواقع الشخص الأكثر حرية واستقلالية على الإطلاق».


    References:

     

  • هراء الامس يبقى في مكانه

    في رسالة من الفيلسوف رالف والدو إيمرسون لابنته إلين عن عدم العيش في «هراء» الأمس:

    «أنهِ كل يوم وانتهي منه. لقد فعلت ما بوسعك. لا شك أن بعض الأخطاء الفادحة والسخافات قد تسللت ليومك؛ تناسيهم في أسرع وقت. فغدا هو يوم جديد؛ ابدئي الأمر بشكل جيد وهادئ، ابدئي يومك بروحٍ عالية، بحيث لا تكوني مثقلة بهراءٍ قديم. هذا اليوم الجديد عزيز جدًا، بما يحمله من آمال ودعوات، لا يمكن أن تضيعه لحظة الأمس.»

    – دور، مادلين. لم أفعل الشيء اليوم: التخلي عن ذنب الإنتاجية (ص 51-52).

    أتمرن كباقي الاعتياديين من البشر مع همومهم على ثقافة استحضار اللحظة. فلا يمكن للإنسان أن يُصبح رهينة لماضيه حتى وإن كان الماضي قبل يوم أو يومين، فالحياة مع هذا الرِهان تتوقف بالفعل! هذا التوقّف نكتشفه بعد أشهر وأحيانًا سنوات. نكتشف معه أن «الهراء» والأحزان والمتاعب مهما كانت كبيرة، ومهما كانت عميقة فإن لها تاريخ نهاية محدد.

    ومن الأجدى جلب هذا التاريخ ليكون أقرب مما كنا نحاول تخصيصه له.

     

     

  • الغباء والشجاعة والحياة

    «الشجاعة هي أن تعرف أن الأمر قد يؤذيك، وأن تفعله على أي حال. الغباء هو نفسه. ولهذا السبب الحياة صعبة.»

    —جيريمي غولدبرغ

    يمر في ذهني مع هذا الاقتباس تذكّري للحظات النقاش التي كانت تدور بيني وبين أشخاص اقترحوا عليَ العدول عن فكرة أو قرار من المفترض ألا أقوم به. بطبيعة الحال يكون كلامهم صحيحًا نهاية المطاف، ليس لأنهم أذكى أو لأنني أقل ذكاء. بل لأن النسب الإحصائية (السطحية على الأقل) تُظهر بعض البديهيات، مثل؛ أن احتمالية نجاح مشروعك التجاري القادمة هي ١ من ١٠، كما أن احتمالية نجاح كتابك القادم وتحقيق أرباح وافرة منه هي ٠.٥ من ١٠. هذا الأمر ينطبق على حتى المشاريع الداخلية في الشركات، والمبادرات، وأيضًا مع تفاعلات التواصل الاجتماعي.

    كما أن القصص والإعلام، قد يصوروا لك أن «الحب» مثلًا هو أحد أكبر أسباب بؤس البشرية النفسي، ومع ذلك يفضّل الجميع الوقوع فيه في كل الأحوال -كما يشير آلان دو بوتون- متيقنين أن ما أصاب غيرهم من بؤس لن يُصيبهم.

    المشكلة الأخرى، أن لا شيء يتحقق طالما اختار الإنسان الوقوف مكانه. لا شيء يتحقق دون بعض الغباء أو بعض الشجاعة.

    الحياة ليست سهلة يا صديقي.

     

     

  • رعاية الذات

    يسعى الإنسان المعاصر إلى الحصول على أقصى درجات السيطرة على حياته في ظل تسارعها الذي أصبح يبعدنا عن أنفسنا أكثر من تقريبها.

    تشاركنا مادلين دور قراءتها في هذا الأمر في قطعة كتابية لطيفة بقولها:

    «أخبرني الكاتب والمذيع بنجامين لو: في كثير من الأحيان عندما نستثمر الكثير من إحساسنا بالرفاهية، والكثير من إحساسنا بالقيمة، في هذه الأهداف الفردية [المهنية على وجه الخصوص]، ننسى أن هناك أشياء أخرى أصغر حجمًا بنفس القدر من الأهمية [مثل]: قضاء الوقت مع العائلة، وممارسة الرياضة، وتجربة الوصفة الجديدة التي كنت ترغب في تجربتها لفترة طويلة حقًا.

    هذا بالنسبة لي هو ما تبدو عليه الرعاية الذاتية.

    لأن الاهتمام الحقيقي لا يتعلق بالإصلاح الكامل [لحياتنا]؛ بل هو عمل مستمر لتعزيز حالتنا وثقتنا في أنفسنا وممارسة التغيير حسب الضرورة. لا يجب أن تكون الرعاية [رعاية الذات] مكلفة أو إلزامية – فغالبًا ما تكون الأشياء الدنيوية هي التي توفر إحساسًا بالقوة للتحرك نحو إيقاع جديد في أيامنا هذه.

    لذا فإن التغيير الطفيف عندما نكون في حالة من الفوضى؛ وهو أمرٌ يمكن أن يكون بسيطًا مثل العودة إلى الأساسيات [التي كنا نقوم بها منذ أن كنّا صِغارًا]. فقد يمنحك [مثلًا] ترتيب درج الجوارب إحساسًا بالسيطرة. أو قد تكون تمارس الرياضة عندما لا نفضل ذلك. قد تكون رؤية صديق، أو محاولة حماية العزلة الخاصة بك [وقت الازدحام]. قد يكون القيام بأشياء صعبة: مثل تقديم الاعتذارات ومسامحة نفسك، أو ترتيب أموالك. ربما يكون الحصول على قسط كاف من النوم. ربما يكون وضع ملاءات نظيفة على سريرك.  ربما الحرص المستمر على أخذ قيلولة دون الشعور بالذنب.

    غالبًا ما تكون الرعاية الذاتية أيضًا هي عبارة عن لحظات خاصة. فقاعة حمام [أو الغناء أثناء الاستحمام] أمور لا نرغب في مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها فعل عادي يعيدنا إلى أنفسنا أو يقدمنا ​​إلى نسخة جديدة من أنفسنا.»

    – دور، مادلين. لم أفعل شيئًا اليوم: التخلي عن ذنب الإنتاجية (ص 41-42).

     

  • الانتقاد مع موراكامي

    درس جديد في تقبّل (أو هندسة الانتقاد) من الروائي الكبير موراكامي في الأسفل.

    لا أود أن نعتبر ما يقوله موراكامي محصور داخل عالم الكتابة فحسب، بل في كل مجالات الحياة، وفي الأعمال الفنية على وجه الخصوص. ولذلك دائمًا ما أُشجِّع على ضرورة «عدم تقبّل الانتقاد العشوائي» والميل أكثر إلى «البحث عن الانتقاد المدروس بوعي»، والسبب أن الانتقادات التي تأتي من كل حدبٍ وصوب دون أن نطلبها (بعد أن تم إنجاز الأعمال) لا تُفيد بقدر ما تُحبط، وتدفعنا أكثر إلى عدم الاستمرار.

    أعرف أن هناك دائمًا مجالٌ للتحسين، إلا أن محاولة الوصول إلى الكمال من شبه المستحيلات في عالم الفنون وعالم تفاوت الأذواق البشرية.

    «بغض النظر عما كتبته، فمن الممكن تحسينه. قد نشعر أن ما توصلنا إليه ممتاز، بل ومثالي، ولكن تظل الحقيقة أن هناك دائمًا مجال للتحسين. لهذا السبب أسعى جاهداً إلى تنحية كبريائي واحترامي لذاتي جانبًا عند إعادة الكتابة، وتهدئة المشاعر التي تولدها العملية الإبداعية. يجب أن أكون حريصًا على عدم تبريدها أكثر من اللازم، لأن ذلك سيجعل إعادة الكتابة مستحيلة. يجب علي أيضًا أن أجهز نفسي للتعامل مع التعليقات التي تأتي من القراء الخارجيين. على الرغم من أن انتقاداتهم قد تكون مؤلمة، إلا أنني لا أزال بحاجة إلى التحلي بالصبر للاستماع إلى ما يقولونه. على النقيض من ذلك، أنا لا آخذ الانتقادات التي تأتي بعد نشر الرواية على محمل الجد.»

    – موراكامي، هاروكي. الروائي كمهنة (ص102).

     

  • لا تنظر إلى الخارج قبل النظر لما بين يديك

    لا يستطيع أحد معرفة ما تمر به. كما لا تستطيع التأكد مما يظهره لك.

    لا يمكنك الوقوف عند كل عقبة لتقارنها مع أفضل ما تراه. لا شيء يكتمل دون نواقص. ولا شيء أفضل مما كان يجب أن تكون. النقاط ترتبط عندما تنظر إليها من المستقبل، ومستقبلك الأفضل يتشكّل برضاك عمّا تمر به.

    لا تنظر إلى الخارج قبل النظر لما بين يديك. في النِعَم والنِقم.

  • سرعتك مرتبطة بمن هم حولك

    يقول سيث جودين: «ترتبط سرعة تحرّكنا للأمام، ارتباطًا مباشرًا بسرعة الأشخاص من حولنا.» وإن فكّرت في هذا الأمر ستجده صحيحًا إلى حدٍ كبير. الابتعاد أو إبعاد غير القادرين على الانسجام مع السرعة والحركة والهدف (في الحياة الاجتماعية والعملية) مطلب مهم لكيلا تتعطّل.

زر الذهاب إلى الأعلى