الإجازة ... خيانة الأحلام
مثل حجازي يقول: “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.
كذلك الأحلام وحياتنا التي اخترناها لأنفسنا، نبتعد عنها خطوة كلما انشغلنا عنها بقصد أو بغير قصد، وكما قال صديقي العزيز ثامر شاكر، إياك وأن تخون أحلامك فهي تبتعد حزينة متحسرة وغاضبة منك … وأول لحظات الغضب تظهر عند انشغالك عنها بإجازة قصيرة، لتعود إليها وهي محملة بأوراق ومعلقات تنتظر منك إتمامها، وكأنك الوحيد في هذا العالم الذي خُلق ليحققها … بل وكأنها كُتبت بإسمك لتكون لك فقط دون غيرك … كالزوجة المهمَلة التي تأكدت من خيانة زوجها بكثرة انشغاله، لتصب غضبها قبل أن تقرر وداعه!
لم اقرأ كثيراً، ولم اكتب أبداً لكم خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب ابتعادي عن ساحة المهام المهمة، بل ربما وفقط ربما لأنني انشغلت بالهروب عنها عوضاً عن لملمة أوراقها.
الإجازة … إجازة من تحقيق الأحلام، والهروب من الحياة التي اخترناها، وليت حياتي التي اخترتها تعلم مدى تعلقي بها ليتوقف عقلي عند غيرها وقلبي معها.
” لا انتهي عندما اتعب، بل انتهي عندما انتهي” – محمد علي كلاي
ولا إجازة … من الحياة التي أجزناها لأنفسنا … هذا ما تعلمته … وهذا ما يحزنني عندما أناقض نفسي فيه.
لا أعلم لم يصيبني تأنيب قاسي بأخذي إجازة قصيرة، فلست أحاول الهروب من حياتي …
هل لأنني افتقد العمل على أحلامي؟
أم لقناعتي بأن الإجازة يجب أن تكون إجازة أبدية من حياة لا نريدها.
الأحلام تظل أحلام … في مكتبك أو خارجه … في مدينتك أو بعيد عنها.
نعم مكانها نحن … في عقلنا وقلوبنا، ولا تهم ظروف المكان والزمان.
[ليست مقالة سلبية … بل خواطر مع الذات]
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.