تخطى الى المحتوى

الإجازة ... خيانة الأحلام

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

مثل حجازي يقول: “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.
كذلك الأحلام وحياتنا التي اخترناها لأنفسنا، نبتعد عنها خطوة كلما انشغلنا عنها بقصد أو بغير قصد، وكما قال صديقي العزيز ثامر شاكر، إياك وأن تخون أحلامك فهي تبتعد حزينة متحسرة وغاضبة منك … وأول لحظات الغضب تظهر عند انشغالك عنها بإجازة قصيرة، لتعود إليها وهي محملة بأوراق ومعلقات تنتظر منك إتمامها، وكأنك الوحيد في هذا العالم الذي خُلق ليحققها … بل وكأنها كُتبت بإسمك لتكون لك فقط دون غيرك … كالزوجة المهمَلة التي تأكدت من خيانة زوجها بكثرة انشغاله، لتصب غضبها قبل أن تقرر وداعه!
لم اقرأ كثيراً، ولم اكتب أبداً لكم خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب ابتعادي عن ساحة المهام المهمة، بل ربما وفقط ربما لأنني انشغلت بالهروب عنها عوضاً عن لملمة أوراقها.
الإجازة … إجازة من تحقيق الأحلام، والهروب من الحياة التي اخترناها، وليت حياتي التي اخترتها تعلم مدى تعلقي بها ليتوقف عقلي عند غيرها وقلبي معها.
” لا انتهي عندما اتعب، بل انتهي عندما انتهي” – محمد علي كلاي
ولا إجازة … من الحياة التي أجزناها لأنفسنا … هذا ما تعلمته … وهذا ما يحزنني عندما أناقض نفسي فيه.
لا أعلم لم يصيبني تأنيب قاسي بأخذي إجازة قصيرة، فلست أحاول الهروب من حياتي …
هل لأنني افتقد العمل على أحلامي؟
أم لقناعتي بأن الإجازة يجب أن تكون إجازة أبدية من حياة لا نريدها.
الأحلام تظل أحلام … في مكتبك أو خارجه … في مدينتك أو بعيد عنها.
نعم مكانها نحن … في عقلنا وقلوبنا، ولا تهم ظروف المكان والزمان.
[ليست مقالة سلبية … بل خواطر مع الذات]

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)