البديل الثالث للعلاقات العميقة والسطحية
ليس كل علاقاتنا من المفترض بها أن تكون عميقة.
بصراحة.. في هذا الزمن نحن بالكاد نجد الأوقات للمتاح في علاقاتنا بالأشياء والأشخاص.
وأعتقد أن هناك بديلًا ثالثًا بين العُمق والسطحية: المصلحة.
وعندما أقول مصلحة أنا لا أقصد النفاق أو الاستغلال بمعناهما السلبي.
أن نملك شيء لا نحتاجه مع اقتناع لاحق بأننا لا يجب أن نقتنيه هو امتلاك سطحي، وأن نرتدي كل يوم نفس الساعة لسنوات طويلة يعتبر بمثابة العلاقة العميقة مع الشيء؛ ولكن هناك أشياء لا نبني معها علاقة إلا وقت حاجتنا لها بالجوار من فترة لأخرة (كأدوية الصداع).
وبالنسبة للأشخاص -مع فارق التشبيه طبعًا- ربما من الأجدى أن نُركز على القريبين ثم الأبعد قليلًا من الأهل والأصدقاء، ونبقي الأخرين بالجوار يقفون معنا وقت الحاجة، ونقف معهم عندما يحتاجونا. بصدق.
تزداد الحاجة للآخرين في الكم والعُمق المؤقت مثل وقت الأزمات (كالعزاء، والمرض، ونقص المال). والإنسان لا يستطيع أن يحول كل شخص يعرفه في حياته إلى إنسان يملك علاقة عميقة معه، لأنها لا يملك الوقت ولا الذهن ولا المساحة لذلك كما قلنا.
شخصيًا لو كنت أملك تلك المساحة لتصادقت مع كل إنسان قرأ كتابًا لي، إلا إن الحدود تحدّنا مع الأسف، في الوقت الذي أحاول أن أكون فيه على أُهبة الاستعداد وقت المساعدة، مع تمني نفس الشيء.
المعارف شيء جميل، يجب أن يحرص الإنسان في رأيي على توسيع دائرته فيها، إلا إن الشق الآخر من المعادلة يقول: ليس كل إنسان يجب نقضي وقتًا طويلًا معه.
كذلك أدوية الصداع، تتحول إلى سموم إن تعاطيناها كل يوم.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.