السرعة والتسرع
« سرعة التصديق وسرعة الإنكار من علامات السذاجة!» – د. سلمان العودة
صدق باولو كويلو عندما ذكر في كتابه (محارب النور) في وصفه الفلسفي لشخصية محارب النور -الشخصية البطلة في الكتاب- أن المحارب يحتاج للسرعة وللصبر في نفس الوقت لينجح.
فكم من القرارات السريعة التي أطلقناها في حياتنا على بعض الأمور التي أصبحت بالفعل قرارات موفقة دون التسرع على الحكم عليها قبل أوانها، وكثيراً ما أسترجع القرارات المتسرعة التي خضتها بعكس رغبات والدي لأرى نتائجها السلبية بعد فوات الأوان.
السرعة والتسرع لا يرتبطان إلا بتشابه النطق فقط … فنرى نتيجة السرعة في القرارات الحكيمة من خلال الصبر على نتائجها، وغالباً ما يصاحب التسرع الكثير من الندم.
فبسرعة القرار مسبوقةً بالتفكير حول الخطوات القادمة تكون هناك الحكمة، والعكس صحيح بالتسرع. اكتشف مع مرور الوقت أن أصحاب الخبرة هم الأفضل في اتخاذ تلك القرارات بغض النظر عن تخصصاتهم، ولعل السبب يعود لعنصرين أساسيين يحول نحو اتخاذ القرار الصائب وهما:
- إسترجاع موقف مشابه حصل مع الشخص في الماضي (الخبرة).
- التفكير حول الخطوات اللاحقة (الحكمة/بعد النظر).
ويكمل الصبر نجاح هذه العناصر بعدم التسرع بإطلاق الأحكام أو حسم جودة القرار قبل أوانه.
شاهدي حول هذا المفهوم: علي أتعلم جدياً التماس ذلك الفرق بين السرعة والتسرع في جميع الأمور … ولعل بعد النظر وتلك الخبرة لن تأتي إلا بمعاشرة أصحابها، إضافةً إلى الإستشارة وطلب النصيحة بشكل دائم مع الحرص على الصبر لنرى نتائج القرارات النهائية.
أستشهد بأحد الإخوة الأفاضل في هذا الشأن عندما أحدثه عن بعض الأراء المتمردة ليصمت قليلاً ويقول لي: لا أعرف، فلست صاحب علم لأحكم، ولم أفكر حقيقةً في الموضوع من قبل.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.