اللقب المهني في الحياة الاجتماعية
هنا قصة تقليدية تحصل مع الجميع، كتاباتي لها بمنزلة التذكير الذي يُفيد ولا يضُر.
يقف صديقي في المطار منتظرًا إنهاء إجراءات بطاقة صعوده للطائرة، يشاهد سيدة كان يعرفها منذ فترة الطفولة، فهي جارة لإحدى قريباته.. «عندما بادلتني النظرات، حاولت في جزء من الثانية أن أتذكّر اسمها، فأنا أعرف شقيقها أكثر، والذي كان رفيق اللعب في تلك الفترة».
وبالفعل استطاع أن يلتقط اسمها من الذاكرة بسرعة ليناديها.. «ريم؟ كيف حالك؟» (اسم مستعار طبعًا). لترد عليه عن حالها: «الدكتورة ريم».
كرر الصديق أن يكسر موجة النقاش التي فرضتها بسؤاله: «من زمان عنك.. كيفك وكيف أهلك يا ريم؟».
لم ينجح صديقي في مهمته. فقد كانت الدكتورة مقتضبة من إصراره على مناداتها باسمها المجرّد دون لقب، مما جعل الدردشة – حسبما اعَتقَد – سريعة النهاية.
«شعرت بشعور واضح، إن مناداتي لاسمها دون لقب كان له وقع سلبي» يحكي ذلك الصديق، «فلغة الجسد والإيماءات كانت واضحة؛ بأنها لا تود أن تعطيني المزيد من الوقت للدردشة، لأنها استشعرت عدم احترامي لها، معاذ الله».
قاموا بتوديع بعضهما البعض، وهو متقبّل لفكرة أن هذا الانطباع السلبي سيلتصق بذاكرتها لفترة طويلة عنه.
في تغريدة مرئية قصيرة وجميلة بعنوان «قل اسمك فقط!» يتحدث أخي حاتم الشهري عن أن الإنسان يجب ألا يشعر بالنقص الذي يجعله يحمل لقبه المهني معه في لقاءاته ومناسباته الاجتماعية، بل أنه عندما يقول اسمه دون لقب، ربما سيمتلك فرصة أكبر أن يحصل على لقبه باستحقاق.
وبالطبع، الحديث عن هذا الأمر يطول.. وسأكتفي بضم صوتي إلى صوت صديقي الذي لا يعترف بالألقاب كمكنون حقيقي لقيمة الإنسان. اللقب المهني، مهني. وقيمة الإنسان بعطائه وخُلُقِه، وسريرته التي تظهر أكثر مما تُخفى.
[شكرًا للأخ والصديق عمر عاشور على إلهامه لهذه المقالة].
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.