بعض الملل في الحياة الحية
تحدّثت سابقًا عن مفهوم تعلّمته من الكاتب المعروف روبرت جرين، وهو الحياة الحية والحياة الميتة.
فكل إنسان يعيش يومه يومًا بيوم إما حياة ميتة؛ لا ينتظر حدوث شيء، تسير الأيام فيها متشابهة كل يوم يشبه الآخر تمامًا دون تقدم في أي جانب من جوانبها. وإما حياة حية كل يوم بوجد فيه تطور صغير في جانب من جوانبها.
تتسم الحياة الحية بالبطء.. خطوة تجاه الترقية القادمة أو خطوة للحصول على شهادة ما، أو خطوة في اتجاه إنجاز مشروع ما، ربما تطوّر ملحوظ في ترك أكلة ضارة ما أو بعض الدهون الزائدة التي تم التخلص منها. بضع صفحات قراءة لكتاب مميز، ونوم دقائق إضافية تخدم صحتنا على المدى الطويل، مع استثمار بعض الوقت مع أبناءنا الذين سيتذكرون نمط حياة كان برفقة أهاليهم، وطبعًا يومٌ آخر مع روتين صلب نمارس ما نود أن نكون أفضل فيه.
طبيعة الحياة تجعلنا نعيش فترات متفرقة في عُمرنا بين الحياتين، فترات نحرص أن نتقدم ببطء، وفترات نترك الأيام تتقدم بنا ببطء دون أن نقوم بعمل أي شيء ذو قيمة.
الحياة الحية قد يصاحبها بعض الملل. فالخطوات البطيئة نحو الهدف الأكبر لا تكون في غاية التشويق دومًا، في حين أن الحياة الميتة مليئة بالتشويق المؤقت.
الحياة الميتة يُصرف معظمها بين المقاهي والمطاعم والتواصل الاجتماعي دون استثمارات أكبر في أمور أهم. وقد تكون أحيانًا مليئة بشلل البلوت واللقاءات الاجتماعية المطولة غير الضرورية وكثيرٌ من السهر، سمتها عدم الاكتراث للمهام والواجبات التي نعلم في قرارة أنفسنا أننا يجب أن نقوم بعملها.
إن كانت الحياة الميتة مثيرة كل يوم.. فالحياة الحية أكثر عُمقًا وستُصبح أكثر إثارة بعد موجات عديدة من الملل.
نُذكِّر أنفسنا بأن الحياة الحية أجمل وأهم وأكثر عمقًا؟ في الوقت الذي تكون فيه اللحظات ميتة لحظات وليست حياة؟
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.