تخطى الى المحتوى

تركيز غير منقطع خلال اليوم

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة

يعتقد الراحل تشارلي منجر أن أحد أسباب نجاحه في هذه الحياة هي امتلاكه لما أسماه «أطول فترة تركيز غير منقطعة» أو Longest Attention Span. كان غزير القراءة والتركيز في أعماله وقراءة الكُتب، لدرجة أن أبناءه كانوا يطلقون عليه مازحين لقب «كتاب مع أرجل وأيادٍ».

هذا التركيز حُرم منه الجميع مع نمط الحياة المعاصر، وبسبب إدماننا غير المتوقف في استخدام الجوال، لدرجة أن تيم كوك كان قد وضّح في إحدى اللقاءات أن جهاز الآيفون لم يُصمم ليكون هاتفًا ذكي يُستخدم طيلة اليوم!

يعلم الجميع ماذا أقصد. أتحدّث عن عدم قدرة الكثيرين اليوم في الانغماس في قراءات عميقة، أو مطالعة تقرير مهم لمدة نصف ساعة أو أكثر، أو بالبقاء مع إنسان عزيز بحضور ذهني كامل. أعاني شخصيًا من هذا الأمر مثل أي إنسان، ولذا قررت أن أبحث عن حلول لهذه المشكلة، فعملي يتطلب أن أقرأ الكثير والكثير من المقالات والكُتب، وأحيانًا أن أستمع للكثير من المواد المسموعة المطوّلة ذات القيمة والجودة العالية، عوضًا عن ترك نفسي للغرق في بحر «ريلات» انستجرام، وتغريدات تويتر التي لا تنتهي.

إحدى الأدوات التي نجحت معي، هي استخدامي لتطبيق Forest. وهو عبارة عن لعبة، يتم فيها اختيار عدة دقائق أو ساعات محددة تقفل معها بعض تطبيقات الجوال، وعند انتهاء المدة (وأنت بعيد عن الجوال) تنمو لك شجرة. هذه الشجرة تكون واحدة من عدة شجرات عليك أن تزرعهم خلال الشهر، لترى محصول زراعتك خلال المدة الماضية، كل شجرة تمثّل تركيزًا نجحت في الحفاظ عليه.

يساعد التطبيق على تنبيهك بالابتعاد عن هاتفك، والعودة لعملك أو لما تحاول القيام بإنجازه بتركيز.

أصبحت معه أتحدى نفسي كل يوم. هذه الأيام أسعى لإنجاز أربع ساعات يومية على الأقل من التركيز غير المنقطع، وطبعًا إثراء مزرعتي بالأشجار.

أدعوكم للتجربة.

 

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت