رعاية الذات
يسعى الإنسان المعاصر إلى الحصول على أقصى درجات السيطرة على حياته في ظل تسارعها الذي أصبح يبعدنا عن أنفسنا أكثر من تقريبها.
تشاركنا مادلين دور قراءتها في هذا الأمر في قطعة كتابية لطيفة بقولها:
«أخبرني الكاتب والمذيع بنجامين لو: في كثير من الأحيان عندما نستثمر الكثير من إحساسنا بالرفاهية، والكثير من إحساسنا بالقيمة، في هذه الأهداف الفردية [المهنية على وجه الخصوص]، ننسى أن هناك أشياء أخرى أصغر حجمًا بنفس القدر من الأهمية [مثل]: قضاء الوقت مع العائلة، وممارسة الرياضة، وتجربة الوصفة الجديدة التي كنت ترغب في تجربتها لفترة طويلة حقًا.
هذا بالنسبة لي هو ما تبدو عليه الرعاية الذاتية.
لأن الاهتمام الحقيقي لا يتعلق بالإصلاح الكامل [لحياتنا]؛ بل هو عمل مستمر لتعزيز حالتنا وثقتنا في أنفسنا وممارسة التغيير حسب الضرورة. لا يجب أن تكون الرعاية [رعاية الذات] مكلفة أو إلزامية – فغالبًا ما تكون الأشياء الدنيوية هي التي توفر إحساسًا بالقوة للتحرك نحو إيقاع جديد في أيامنا هذه.
لذا فإن التغيير الطفيف عندما نكون في حالة من الفوضى؛ وهو أمرٌ يمكن أن يكون بسيطًا مثل العودة إلى الأساسيات [التي كنا نقوم بها منذ أن كنّا صِغارًا]. فقد يمنحك [مثلًا] ترتيب درج الجوارب إحساسًا بالسيطرة. أو قد تكون تمارس الرياضة عندما لا نفضل ذلك. قد تكون رؤية صديق، أو محاولة حماية العزلة الخاصة بك [وقت الازدحام]. قد يكون القيام بأشياء صعبة: مثل تقديم الاعتذارات ومسامحة نفسك، أو ترتيب أموالك. ربما يكون الحصول على قسط كاف من النوم. ربما يكون وضع ملاءات نظيفة على سريرك. ربما الحرص المستمر على أخذ قيلولة دون الشعور بالذنب.
غالبًا ما تكون الرعاية الذاتية أيضًا هي عبارة عن لحظات خاصة. فقاعة حمام [أو الغناء أثناء الاستحمام] أمور لا نرغب في مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها فعل عادي يعيدنا إلى أنفسنا أو يقدمنا إلى نسخة جديدة من أنفسنا.»
– دور، مادلين. لم أفعل شيئًا اليوم: التخلي عن ذنب الإنتاجية (ص 41-42).
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.