تخطى الى المحتوى

مكتبي الجديد

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

يعلم المقربين مني مدى ضعف إمكاناتي في مسائل الديكور والمفروشات (على سبيل المثال: لا أعلم كيف أُقيم إن كانت الغرفة جميلة أم لا في حالات كثيرة ، وأجد صعوبة بالغة بتخيل مكتبي أو الغرفة التي أُريد أن أفرشها عند تواجدي في محل المفروشات).

أنشغل هذه الأيام بتولي مهمة فرش مكتبي الجديد، وفي حين استمتاع البعض بهذه المهمة، أجد نفسي في غاية الإنزعاج لضعف قدراتي به …

ويبدأ هذا الشعور حقيقةً بعدم قدرتي على تقييم القطع التي أُريد أن أشتريها إن كانت غاليا أم رخيصة! … وهل ستلبي احتياجي الحقيقي في المكتب فعلاً أم أنني سأتورط  بها!

ولأن المكتب (والشركة) ليست ضمن قائمة الشركات الُكبرى، فأجد تكليف مهندس ما أو جهة ما بهذه المهمة يعد إسرافاً غير مبرر، فقررت أن أتولاها بنفسي: (أرجو أن يعي القارئ العزيز أنني من أكثر الأشخاص على الأرض الذين يُفضلون  تكليف الآخرين بمهام شخصية وعملية، ولعلي من أكثر الأشخاص إيماناً بمفهوم ترك الخبز لخبازه، ولكنني في هذه الحالة أجد البُخل لا يرتبط بقرار تكليف نفسي بفرش المكتب).

شاهدي هنا ….

دون تحذلق (أو فلسفة) … ومن خبرة بسيطة في تأسيس الشركات الصغيرة، لا يمكن تسليم كُل الخبز لخبازيه، ولا يمكن فالمقابل أن يعمل صاحب العمل الخاص بكل المهام لينشغل في نهاية اليوم بأمور الفرش “والخرابيط” دون الإنشغال بالعمل للعمل أو للإنجاز إن صح التعبير.

فإن تركت المكتب دون أن أفرشه … سيكون بطبيعة الحال غير صالح للإستخدام البشري ولن أستفيد وقتها بشيء منه، وسيكون من غير المجدي في المقابل دفع مبالغ طائلة لجهة ما لتتولى «مجرد فرش مكتب صغير ».

وعند الخوض في مفهوم الإحترافية في العمل … أجد أن من الأولى توظيف محاسب أو جهة مالية منذ بداية التأسيس لكي تعنى بأمور الشركة المالية (مع عدم الإحساس بالذنب بدفع التكاليف) فهذا الخبز سيحتاجه كل صاحب عمل عاجلاً أم آجلاً، مثلها مثل توثيق الشراكة والأوراق الحكومية، ورخص الغرفة التجارية، وحسابات البنك وغيرها الكثير. وأذكر هذه النقطة بعد ملاحظتي المتكررة على كثير من الشباب بصرفهم الكبير على الديكور … والمحل … أو على المكتب دون الإهتمام بأمور عملائهم! أو التعامل مع محاسبهم! أو غيرها من الأمور التي تُعد أكثر أهمية من وجهة نظري من الديكور والفرش!

ولكي أوفر على نفسي وأتقن هذه المهمة على أكمل وجه، تدربت على جميع الأمور التي تختص بتأسيس الشركات خلال السنوات الماضية … مثلها مثل اتقان أساسيات شراء المفروشات إلى حد ما الآن. فالحاجة آثناء تأسيس مكتب أو شركة هيا أم الإختراع … ولا يمكن تجاوز كثير من الأمور فقط لأنني لا أعلم كيفية التعامل معها أو إدارتها.

ألزمت نفسي بالذهاب لمحلات المفروشات والتدرب على تقييم القطع والفرش محاولاً تخيل كل زاوية في المكتب!… بالضبط كما ألزمت نفسي في السابق بتعلم قراءة وتأسيس الجداول المالية وتحليل دفاتر المحاسب وغيرها الكثير من المهام العملية، ورغم أن معظمها يعد بعيد كل البعد عن تخصصي واهتماماتي في العمل (أجد نفسي في البيع أكثر من أي مهمة أخرى) لكنني فضلت مفهوم أن الزم نفسي بالتعلم أولاً.

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)