نحتاج هدوء أكثر
لنتخيل حياتنا عام ١٩٧٢م بدلاً من ٢٠٢٢م. كل التواصل عبر البريد والهاتف (ولا أعلم إن كان الفاكس قد تم اختراعه أو تم استخدامه وقتها). حجم الاجتماعات أضعاف مضاعفة عن الذي نقوم به هذه الأيام، وحجم التواصل أقل فعّالية بكل الأشكال التي نتخيلها، عمليًا وشخصيًا.
لا إنترنت، ولا ترفيه إلكتروني، كُتب وصحف ورقية فقط، وكل إجراءات السفر تحتاج لزيارة مكتب الخطوط أو مكتب سياحة. وأفترض أن صحة الإنسان كانت أقل مما هي عليه الآن.
ورغم كل كفاءة التواصل وسهولة الوصول لكل شيء، ورغم سهولة اتصالنا بالكرة الأرضية من خلال الجوال فقط، أصبحنا أكثر توترًا وانشغالًا أكثر من أي وقتٍ مضى.
هوس الإنتاجية وتعبئة الجدول وتقسيم الذات لعدة أقسام خلال اليوم مع الاعتماد شبه الكامل على فنون ممارسة تعدد المهام أصبح هو الوضع الافتراضي.
كيف انتهى بنا الأمر هكذا؟ المفترض أن يكون الحال هو العكس تمامًا.
على كل حال قررت منذ أشهر ألا أتبنى هذا الجنون.
قررت ألا أفعل أي شيء في أول ساعتين أستيقظ بعد أن أستيقظ من النوم (في الوقت الذي كُنت أصارع نفسي للذهاب إلى الكمبيوتر مع حِزم من تأنيب الضمير متلهفًا لإنجاز أكبر عدد من الكلمات). ساعتين يتخللها (بهدوء) بعضٌ من القراءة والتسبيح والتفكير والقهوة اللذيذة وصوت الموسيقى. بعدها عشر دقائق يوجا وعشر دقائق تأمل. ليكون اليوم بعدها أكثر هدوءً وأقل انسحابًا تجاه الفوضى. إضافةً إلى محاولة تخفيف ٩٠٪ من الوقت على التواصل الاجتماعي؛ فهناك قائمة طويلة من الكُتب تنتظر منذ مدة.
بعد أن قرأت كتاب «إم سكوت بيك» أعتقد أن فكرة «الهدوء والتفكير» يجب أن يتحولوا إلى نمط أكثر شيوعًا في يومنا، نتسلح بهم للمستقبل وللمزيد من التواجد مع من نحب وفي عمل ما نُحب.
لأن هناك شيء خاطئ إن كان الوضع الافتراضي هو التوتر والضغط وعدم امتلاكنا للوقت مع كل هذا التقدم التقني وكفاءة التواصل. وبالتأكيد التقنية ليست على خطأ!
كان الله في عون الجميع.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.