تخطى الى المحتوى

نحتاج هدوء أكثر

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

لنتخيل حياتنا عام ١٩٧٢م بدلاً من ٢٠٢٢م. كل التواصل عبر البريد والهاتف (ولا أعلم إن كان الفاكس قد تم اختراعه أو تم استخدامه وقتها). حجم الاجتماعات أضعاف مضاعفة عن الذي نقوم به هذه الأيام، وحجم التواصل أقل فعّالية بكل الأشكال التي نتخيلها، عمليًا وشخصيًا.

لا إنترنت، ولا ترفيه إلكتروني، كُتب وصحف ورقية فقط، وكل إجراءات السفر تحتاج لزيارة مكتب الخطوط أو مكتب سياحة. وأفترض أن صحة الإنسان كانت أقل مما هي عليه الآن.

ورغم كل كفاءة التواصل وسهولة الوصول لكل شيء، ورغم سهولة اتصالنا بالكرة الأرضية من خلال الجوال فقط، أصبحنا أكثر توترًا وانشغالًا أكثر من أي وقتٍ مضى.

هوس الإنتاجية وتعبئة الجدول وتقسيم الذات لعدة أقسام خلال اليوم مع الاعتماد شبه الكامل على فنون ممارسة تعدد المهام أصبح هو الوضع الافتراضي.

كيف انتهى بنا الأمر هكذا؟ المفترض أن يكون الحال هو العكس تمامًا.

على كل حال قررت منذ أشهر ألا أتبنى هذا الجنون.

قررت ألا أفعل أي شيء في أول ساعتين أستيقظ بعد أن أستيقظ من النوم (في الوقت الذي كُنت أصارع نفسي للذهاب إلى الكمبيوتر مع حِزم من تأنيب الضمير متلهفًا لإنجاز أكبر عدد من الكلمات). ساعتين يتخللها (بهدوء) بعضٌ من القراءة والتسبيح والتفكير والقهوة اللذيذة وصوت الموسيقى. بعدها عشر دقائق يوجا وعشر دقائق تأمل. ليكون اليوم بعدها أكثر هدوءً وأقل انسحابًا تجاه الفوضى. إضافةً إلى محاولة تخفيف ٩٠٪ من الوقت على التواصل الاجتماعي؛ فهناك قائمة طويلة من الكُتب تنتظر منذ مدة.

بعد أن قرأت كتاب «إم سكوت بيك» أعتقد أن فكرة «الهدوء والتفكير» يجب أن يتحولوا إلى نمط أكثر شيوعًا في يومنا، نتسلح بهم للمستقبل وللمزيد من التواجد مع من نحب وفي عمل ما نُحب.

لأن هناك شيء خاطئ إن كان الوضع الافتراضي هو التوتر والضغط وعدم امتلاكنا للوقت مع كل هذا التقدم التقني وكفاءة التواصل. وبالتأكيد التقنية ليست على خطأ!

كان الله في عون الجميع.

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت