نحن لا نشتري.. نحن نستعير الأشياء ثم نبقيها
أهلًا بالقارئ الكريم.
لم أكن أود أن أبدأ باعتذار أو بمشاركة مستجداتي الشخصية كما يقوم الكثير من المدونين الشباب، فمثل هذه المشاركات وإن كانت مقتضبة فهي -بالنسبي لي- مضيعة لوقت القارئ الكريم، والذي أرى أنه من الأولى له استثماره في قراءة الأفكار والأمور التي قد تُضيف شيئًا ما في حياته. مضى وقت طويل وأنا لم أمارس الامتنان لله سبحانه على قدرة التعبير من خلال الكلمات. مضى وقت طويل نسبيًا وأنا لم أكتب شيئًا قابل للمشاركة، وهنا يجب أن أُقسِّم الاعتذار لكل محب ينتظر، وبين نفسي التي عاهدتها بأن القلم لا يجب أن يتوقف حتى يوم أخذ الأمانة.
أود أن أقول على استحياء إنني عُدت لجدة، وهذا سبب التوقف؛ أبحث عن بعض الاستقرار والكثير من الوقت المسروق.. وطبعًا البحث عن روتين جديد وطُرق نفسية لمحاربة الوزن الزائد والالتزام بنمط حياة صحي. هناك الكثير لأحكي عنه، فأتمنى أن تكون بالقرب.
عندما نشتري الأشياء في حالات كثيرة، نحن في الواقع نستعيرها لتُظهِرنا بالشكل الذي نعتقد أنه الأمثل للـظهور، إلا أننا لا نقوم بإرجاعها.
نحن نركز على الرمزية والإحساس أكثر من القيمة.
تنخفض قيمة الأشياء كلما تضخّم الجوهر. فإن قام أحد الممثلين أو الكُتاب المعروفين أو بيل جيتس بالتأنق سيقول الجميع «ما شاء الله ثري وأنيق، من غيره يستطيع فعل ذلك؟»، وإن قرر أن يكون بسيطًا كما هو معروف عنه، فإننا نسمع «أغنى رجل في العالم يلبس ملابسًا بسيطة ما شاء الله». هذا المدح والتقدير يُعطى لبعض الناس في كل الأحوال بسبب وضوح الجوهر والمتمثل في الإنجاز. وأخشى أننا نحن والبقية نحاول تغليف الجوهر بالتأنق أو بإظهار ما لسنى عليه في الواقع. وأخشى إننا لذلك أيضًا ندفع الكثير من المال والجهد لنستعير رمزية الأشياء، فالكثير أيضًا يبحث عن وضعيات أمام الكاميرا لتعطي الآخرين الإيحاء بأن جوهرهم أعلى مما يبدون عليه في الواقع. فنستعير الصور لنخبر الآخرين إننا مثلهم.. مهمين ومحبوبين وموجودين. ونستعير الحاجيات من أجل تلك الصور وبعض المناسبات.
وأخشى أن يُترك جوهرنا وحيدًا معنا يبحث عن قيمته.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.