تخطى الى المحتوى

هدية أحمد رويحل

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة

عزيزي وصديقي أحمد مشرف، 

كل عام وانت بألف خير وعقبال سنين كُثر قادمة لك بإذن الله كلها نجاح وازدهار وتأثير في كل من حولك ومن يقرأون لك.

أكتب لك من القاهرة تلك المدينة التي أعلم أنك تُحبها وهي تُحبك كثيرًا، تُخبرني شوارع الزمالك بذلك كل يوم جمعة وتُخبرني طرقات مدينتي كل صباح، يُقال انه عندما تحبك مدينة يتذكرك أحبائك فور وصولهم لها وصولهم لأماكن اعدتم أن تذهبوا لها سويًا.

وأكتب أيضًا إلي جدة التي اسميها بيني وبين نفسي «الَبرْ التاني» أي «الجهة الأخرى»، فهي قريبة إلى قلبي وقريبة مني، هل تعلم أنها أقرب لي من أسوان مثلًا!

كانت أول زيارة لي لجدة عندما كنت طفل لا يتعدى عمره أصابع اليد، وعدت اليها مرة أخرى عام ٢٠١٦ وشعرت أنها جزء مني ربما لأن ذكرياتي مع والدي في مكة المكرّمة، والمدينة المنورة، والرياض، أكثر بكثير من ذكرياتي معه في القاهرة؛ المدينة المُحببة الي قلبي، ولكنها دائما ينقصها ذكرى لأبي، وعندما عدت لها مرة أخرى في ديسمبر ٢٠١٧ كان مكتوب لنا اللقاء الأول هناك، هذا اللقاء من أفضل ما حدث لي في تلك الرحلة، لأعود إلى القاهرة وقد اكتسبت صديق عُمر جديد ومنها إلى مسقط وانا بصحبة كتابك الرائع «وهم الإنجاز».

كل عام يا صديقي وأنت بخير وسعادة وأن تحقق كل ما تتمنى في حياتك وأن «تترك أثر» تلك الجملة التي تكررها بإيمان، ليس فقط بلسانك، ولكن أيضا بقلمك وصدق نظرات عينيك. كما أخبرتك من قبل، أنني أشتاق إلى ذكرى والدي – رحمه الله – في القاهرة، وعندما سألتني عنه في آخر زيارة لك للقاهرة ونحن نجتاز طريق السويس عند تقاطع الطريق الدائري كنت سعيدًا للغاية لأنك سألت، وجعلتني أتحدث عنه لأصنع ذكرى جديدة له اتذكرها كل يوم وأنا اجتاز بسيارتي تلك النقطة من الطريق.. لقد تركت فيَ أثر، أثر حقيقي بهذا السؤال وأنت لا تدري كما تفعل في كل من حولك وكل من يقرأون لك.

شكرًا صديقي ودُمت بخير وأمان.

محبتي

أحمد


أخي الحبيب أحمد رويحل،

أدامك الله أخًا محبًا، وصديقًا ودودًا أعطيه ما أستطيع من ولاء ووفاء وأخوة.

رسالتك هي أعظم هدية تلقّيتها لذكرى يوم ميلادي السابع والثلاثين.

التعبير المستفيض واسترجاع الذكرى، ومشاركة المشاعر -حتى وإن كانت في كلمات قصيرة- هي ما تجعلنا إنسانيين أكثر. وهي ما تُقرّب القلوب في وقتٍ نغرق فيه في زحمة الحياة.

شيء غريب يا صديقي أن مثل هذه الكلمات لا تود أن تُظهِر ما بداخلها أوقات اللقاء، سأُعزّي نفسي بأن لقاءاتنا تبحث دومًا عن العيش في اللحظة سوية، مع البحث عن مستقبل مهني أفضل؛ نحاول أن نصل معها لتغير أنفسنا ومن حولنا. ولا بأس طالما النيات صافية والمودة مستمرّة.

أعتقد أن الوقت حان لتُصبح أكثر كرمًا عليَ وعلى القرّاء بمشاركتك إعلان كتابك القادم عمّا قريب. قليل من استمرارية العمل، والكثير من الاستحضار هي كل ما تحتاجه.

دمت بخير يا صديقي.. ودام رصيد ذِكراك في الثراء.

أحمد مشرف


[سأشارك – إن أذنت لي – كلماتك الصادقة والمُحِبة قرّاءنا، فأنت قدوة في الإنسانية والإيثار والمحبة الصادقة والكرم الذي لا يتوقّف.]
 

قصص قصيرة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

حادث أمام منزلي

عند عودتي إلى المنزل الأسبوع الماضي، وجدت سيارة قد اصطدمت بعنف أمام مرآب أحد الشقق. كان الاصطدام غريبًا في ممر ضيق للسيارات وشديدًا لدرجة جعلتني اقتنع أن السيارة قد انتهى أمرها مع خروج كل «الآيرباجات» من الجهة الأمامية، واعتقادي أن السائق قد انتهى أمره في البداية. ركنت السيارة

للأعضاء عام

عندما تكون المرأة صاحبة شخصية واقعية

«أتعرف من هؤلاء؟» تسألني جارتنا العزيزة «مارينا» ٥٥ سنة، وهي أمريكية/سيلڤادورية عاشت معظم حياتها في نيويورك. «توقعت أن تسألني عن هذه السيدة وهذا الطفل اللذان تراهما يوميًا هنا». ولأعطي فكرة أفضل، مارينا تسكن مع ابنها بنجامين وابنتها ناتالي (مدربة بناتي في السباحة)، في الشقة المباشرة تحت منزلي، هنا بجانب

عندما تكون المرأة صاحبة شخصية واقعية
للأعضاء عام

قصة قصيرة: صاحب المحفظة الفخمة وتاجر الخُضار

هذه المقالة اقتباس من كتابي القادم والذي سيُصدر في وقت ما في ٢٠١٨. عندما كُنت أعمل في أحد البنوك سابقاً، قام بزيارتي في يوم من الأيام أحد العملاء لتوقف حسابه البنكي بسبب عدم تحديثه لبياناته. كان يغلب على الرجل اهتمامه الشديد بهندامه، أذكر جيداً أنني عندما طلبت منه بطاقة