تخطى الى المحتوى

هل أنا مدينة لك بالمال؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
هل أنا مدينة لك بالمال؟
Photo by Hello I'm Nik ? on Unsplash

يتميز كل إنسان بتصرف أبله في سلوكه.

شخصيًا لا أملك تصرفًا أبله، بل العشرات.

وعندما تأملت حياتي، وجدت أن إحدى تخصصاتي غير المعلنة هي التصرف الخاطئ في المكان الخاطئ مع الأشخاص الخطأ. اعتدت أن أصافح النساء اللذين لا يصافحون الرجال، ولا أصافح من لا يملكن مشكلة في ذلك، فيظن المحافظين أنني متحرر والمتحررين أنني محافظ. أفتح السير الأكثر حساسية لدى الآخرين بالخطأ، وأحيانًا أُقلِّب كل الجروح والمواجع لدى الشخص الكريم الذي أمامي دون قصد. أتكلم حينما يجب أن أسكت، وأسكت حينما يجب أن أتكلم، أُحرِج المؤدبين، وأتغافل عن المتسلطين، حتى أستوعب كل ذلك في اليوم التالي، أو قبل النوم بدقائق.

عمومًا إحدى هذه السلوكيات الغريبة مثلًا – بعد أن اشتكى بعض الأصدقاء عن ذلك – أنني عندما أريد أن أترك المكان وأودع الموجودين فيه، فإنني أقوم فورًا بذلك، دون مقدمات.

حتى وُبخت من الجارة الكريمة السيدة مارينا على هذا الأمر مؤخرًا؛ «كيف تترك المكان هكذا فجأة والكل جالسين؟» علّقت، «هل أنا مدينة لك بالمال؟» وأخبرتها طبعًا أنها ليست مدينة بشيء، محاولًا أيضًا أن أفهم ما علاقة المال بهذا السلوك!

ردت عليَ باعتقادها أنني ربما قد أتيت في المرتين السابقتين وكأني أنتظر أن تقوم لتعطيني شيء، وأن خروجي المفاجئ ما هو إلا ردّة فعل سلبية لعدم فهمها للموضوع، حتى قررت أن تنهي شكوكها بسؤالي مباشرةً «هل أنا مدينة لك؟ وإذا لا، لماذا تقول تصبحون على خير فجأة ودون مقدمات؟».

وعدتها أنني سأكون حذرًا في المرة القادمة.

وبهذه المناسبة، أود مشاركتكم أمرين، الأول: عندما تشعر بالريبة من سلوك صديقك، أقترح عليك أن تقوم بسؤاله مباشرة دون تضييع لوقتك وذهنك. والثاني: أنني أصبحت على قناعة صادقة أن الإنسان عندما يملك عيوبًا مضحكة، عليه بالحديث عنها أمام العلن، على الأقل بتهكّم، حتى لا تصبح هذه العيوب مصدرًا للحزن.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم

مطاعم: * قبل ثلاثة أسابيع، شرّفنا أخيرًا أحد أبناء إخوتي الذي يزورنا بشكلٍ موسمي كل ثلاثة أشهر، في اجتماع العائلة الأسبوعي. وحكى لي القصة التالية: اقترح عليه صديقه أن يزوروا مطعماً يقدّم ألذ لحم أوصال في العالم، وموقعه في مدينة جدة، خلف سوق الشعلة، اسمه «مشويات بيت الشهباء»

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم