تخطى الى المحتوى

أمازون السعودية: هل نخسر شغف التسوّق نهائيًا بسببه؟

خصوصًا بعد تحالف العثيم.

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
أمازون السعودية: هل نخسر شغف التسوّق نهائيًا بسببه؟
Photo by Rubaitul Azad / Unsplash

اكتشفت البارحة أن هناك خدمة جديدة ظهرت في تطبيق أمازون، وهي شراء المنتجات الاستهلاكية الأساسية من خانة اسمها «العثيم» تمكِّن العملاء من الحصول على منتجاتهم (الطازجة) خلال ساعتين. وبعد بعض البحث، اكتشفت أن هناك فعلًا تعاون تجاري تم الاتفاق عليه بينهما، واعتبره بحق ضربة معلم للعثيم!

هذا الموضوع نقلة كبيرة في الخدمة التي تقدّمها أمازون السعودية، وشخصيًا أعتمد اعتماد شبه كلي على شراء المواد الاستهلاكية غير الغذائية منه، إضافة إلى المنتجات غير المتوفرة في العادة في السوق السعودي مثل الكُتب الأجنبية.

تفاجأت أيضًا أنهم قاموا بعمل حملة تخفيضات جعلتني أشترِ كُتبًا، كُنت مؤجلًا شراءها لبعض الوقت بسبب غلائها غير المبرر، لتُصبح أسعارها مُغرية. كما اكتشفت أن أسعار الأحذية الرياضية استثنائية فعلًا!

هذا الأمر على روعته، إلا إنه حمل بعضًا من الجوانب السلبية، مثل فقداني التام لرغبة القيام بأي عملية تسوّق من الأسواق، فبالتأكيد سأجد معظم المنتجات التي أبحث عنها بسعر أفضل على أمازون؛ أو نون في بعض الأحيان. كما إن سياسة الاسترجاع مرنة لدرجة تجعلك تظن أنهم يمزحون.

الأسبوع الماضي، قمت بشراء مسّاحة زجاج خلفية لسيارتي. وعندما أعطيتها لسائق المنزل لتركيبها، أخبرني أن المقاس خاطئ! طلبت لحظتها إعادة المُنتج، ليقوموا فورًا بإرجاع المبلغ إلى حسابي - دون أسئلة معقّدة - وانتظرت حتى يقومون كالعادة بإرسال من يأخذها، إلا أن هذا لم يحدث. قمت بعدها - من باب الفضول - بمحاولة تركيب المساحة بنفسي بعد أن تأكدت تمامًا من Grok أن مقاس هذه المساحة مناسب تمامًا لسيارتي، وبالفعل، نجحت في تركيبها.

المعضلة الأخلاقية التي وقعت فيها أن مبلغ المساحة قد عاد إلى حسابي، وقررت على إثرها التواصل مع خدمة العملاء طالبًا منهم إعادة خصم المبلغ، لأن لا أحد قد جاء لأخذ المساحة، وأيضًا لأنني استطعت أن أركِّبها والاستفادة منها الآن، ومن باب الأمانة لا يجب عليَ أن أستخدم شيئًا لم أدفع قيمته. لتقوم موظفة خِدمة العملاء فورًا بالرد على طلبي بأن «آعتبر هذه المساحة هدية من أمازون السعودية» ولا حاجة للإرجاع أو للخصم.

حصل نفس الموقف قبل سنة، عندما اشتريت عبوتين مايونيز من علامة سعودية، لأكتشف أن حجمهم كان حوالي ليترين لكل عبوة! هذا الحجم حسبما اعتقدت كان مخصصًا للمطاعم وليس للاستخدام العادي لأي أُسرة مهما كانت كبيرة، وعندما طلبت منهم الإرجاع، أجابوا بنفس الإجابة «اعتبرها هدية من أمازون السعودية، وها هو المبلغ قد عاد إلى حسابك».

بالله عليكم، لو كُنتم مكاني كيف سأتمكن من التبضّع من مكان آخر؟

وللتنويه، فإن تسعين بالمئة من المنتجات التي أشتريها من أمازون السعودي هي في الحقيقة منتجات لعلامات تجارية سعودية. وقد يكون هذا أقصر وأسرع رد لمن يشككون في قراراتي المتعلّقة بتفضيلاتي للمنتجات الأجنبية. أمازون هنا مجرّد وسيط.

سأزور مدينتي دبي والشارقة اليوم بهدف حضور معرض الكتاب المقام في الشارقة، وعند تجهيزي النفسي لميزانية التبضع لبناتي من دبي مول، اكتشفت أن الإغراء مهما كان كبيرًا فقد أحصل على صفقات أفضل من أمازون السعودية، والله أعلم. وسأكتفي بميزانية مصغّرة لمعرض الكتاب.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

عندما تقتلنا الوِحدة دون أن نشعر

مقالة مطوّلة للوقاية من الهوان الروحي

عندما تقتلنا الوِحدة دون أن نشعر
للأعضاء عام

هل فكرت يومًا بحجم ديونك (تجاه النوم)؟ أنا فكّرت وهنا النتيجة

مقالة مطوّلة عن حياتنا مع النوم

هل فكرت يومًا بحجم ديونك (تجاه النوم)؟ أنا فكّرت وهنا النتيجة
للأعضاء عام

كل الناس لهم ذكرياتهم السيئة بطريقتهم؛ أما أنا فكانت مع الأكل

عن عدم القدرة على التواصل الفعّال مع الأهل في سن صغير

كل الناس لهم ذكرياتهم السيئة بطريقتهم؛ أما أنا فكانت مع الأكل