لا تُنجز الأعمال المهمة إلا وقت انشغالنا
ووقت التكاسل يجلب المزيد من الكسل.
خرجت اليوم من منزلي قرابة الساعة 10:45 صباحًا للحاق بطائرتي التي يُفترض بها أن تُقلِع في تمام 01:00 ظهرًا. وبسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جدة وَالزِّحَام الذي نشأ على إثرها، اكتشفت إنني لم أصل بعد إلى ربع مسافة الطريق، وقد مضى قرابة الساعة، وأنا في السيارة!
اتخذت قرارًا سريعًا بتأجيل رحلتي إلى الغد، وقد حَصَلت بعدها بعض الأحداث الطويلة، التي أسهمت بعودتي إلى المنزل نحو الساعة 06:30 مساءً.
يفترض غدًا أن أحضر اجتماعًا مهمًا فترة الظهرية في مدينة الخُبر (بعد أن عُدت منها قبل يومين!). مشكلتي أن ضيفنا الكريم الذي سيأتينا من الخارج قد أكد لي زيارته للاجتماع وأنا على طائرة العودة، وإلا كان من الأجدى أن أبقى هناك ليلتين بدلًا من هجولة الذهاب والعودة، ولكن لله حكمته في كل شيء.
تذكّرت نقاشي مع الأديب الخلوق والرجل الفاضل الأستاذ زهران القاسمي من سلطنة عُمان (وهو بالمناسبة الحاصل على جائزة البوكر لروايته العظيمة «تغريبة القافر») عندما تناقشنا أنا وجمع من الكُتاب الشباب في سهرة تلت حفل أقرأ الختامي. وقد أخبرنا عن تجربة بسيطة كان قد مرْ بها وهي:
أتشجع على الكتابة عندما أكون في قمة انشغالي، أكثر من قمّة فضاوتي.
ليؤكد صديقي الجديد والخلوق عبد الرحمن سفر صاحب رواية «أغلال عرفة» التي حازت جائزة القلم الذهبي. إنَّه جرب محاولة التفرغ لعام كامل من أجل الكتابة، ولكن التجربة لم تنجح!
أعرف تمامًا ما يعنيانه الصديقان. فالإنسان المشغول يمر بحالة من الزخم الذي يساعده على محاولة إنجاز كل شيء طيلة الوقت. وقد كانت أكثر أيامي انشغالاً مؤخرًا تحمل في بطنها إنجازًا كتابيًا لا بأس به.
ومثل حالتي اليوم، فبالمنطق، يفترض بي أن أكون الآن على السرير، لأنني ببساطة شخص مرهق، وثانيًا لأن رحلتي يفترض بها أن تكون غدًا في الصباح الباكر - بإذن الله -.
ولكن هيهات!
أأترك قارئي الكريم في حاله؟ لا!
ولذا، قررت إعادة الاقتحام اليومي لبريده وذهنه، رغم انشغال البال وبريدي.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.