هناك أشياء نفعلها لأن الكل يفعلها
مثل احتفال رأس السنة على صفحات التواصل
أعترف أنني أُصِبت ليلة رأس السنة بحالة – لا أعرف كيف أصفها- وهي خليط بين الملل وشيء آخر سلبي من المعيب أن أصفه هنا، وذلك لأنني دخلت -كالمعتاد - إلى دوامة طويلة عريضة في مشاهدة مقاطع الانستجرام غارقًا في حياة الآخرين، التي انشغلت معها (بيني وبين نفسي) بتهزيء بعضها، في اللحظة نفسها التي كُنت ألوم نفسي بأن لا دخل لي فيها.
أستطيع تسميعكم الآن إنجازات مئة شخص في عام ٢٠٢٤ (ونوايا) آلاف في ٢٠٢٥، إضافة إلى الأدعية وعبارات الطبطبة على الذات الأكثر تداولًا، وكأن المجتمع يعيش حالة من فقدان الأمان النفسي الذي يستدعي مراجعات شعبوية مطوّلة وموسّعة أمام الآخرين.
أعترف إنني لم أشبع نومًا قبل كتابة هذه السطور رغم نيتي الصادقة بأن أنام إثني عشرة ساعة (ولم تتحقق) من باب الهروب، وهذه المقالة تحمل بعضًا من المزاج الخرِب، لكنني أعي جيدًا بنفس القدر، أن حفلة الاحتفالات أمام الشاشة كانت أكبر بكثير من الحقائق خلفها. هي أشياء نفعلها لأن الآخرين يفعلونها. طبعًا صور السفريات والرقص في أثناء مسك الجوال، وفرص الحسد كانت قد غطت على العبارات والنوايا التي ذكرتها.
حسنًا، سأقول مرة أخرى بأن لا دخل لي. هو مجرّد تأمل يتيم، أحاول معه استحضار كل عناوين الاتزان، والتخطيط الذي أحاول – بإذن الله – أن يكون متوازنًا لهذا العام. على أمل الاحتفاظ بقدرة عدم نشر أي صورة أو رقصة عن العام الماضي.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.