تخطى الى المحتوى

الثواني تفرق في حياتنا

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

بعد تشجيع صديقي العزيز محمد حافظ لي بتطوير مستوى رياضة الجري إلى مسافات أبعد وأوقات إنجاز أسرع، أصبحت أحاول منذ الأسبوع الماضي رفع وتيرة الجري يومياً والضغط قليلاً على نفسي لكي أُنجز في تحقيق مسافات أطول في وقت أقل.

في مثل هذه الأنواع من التمارين، الثواني قد تشكل فرقاً كبير إن نقصت أو ازدادت في أوقات متفرقة أثناء ممارسة الرياضة كما هو معلوم للجميع. إلا أن شاهدي كان قبل يومين عندما باشرت الجري مستهدفاً وقتاً وسرعة معينة، لأشعر في منتصف الطريق بألم غريب في ساقي اليُمنى، جعلني أتوقف لدقيقة أو نصف الدقيقة وأكمل بعدها ببطء، وأقرر وقتها إنهاء المشوار سيراً بدلاً من الجري.

نهاية المشوار كانت يجب أن تنتهي في الجهة الشرقية في منتصف «سور كلية البنات بحي الفيصلية» وهو المكان الذي أمارس فيه الجري مع عشرات آخرين، ولأنني تأخرت في الوصول لتلك النقطة، فوجئت بسيارة يقودها شاب طائش (أسأل الله له السلامة) بالاصطدام مسرعاً وبشكل جنوني في نفس النقطة تقريباً التي يجب أن أنتهي عندها (إن التزمت ذلك اليوم بالجري بنفس السرعة دون إحساس ألم الساق الذي أصابني).

حقيقة، لا أعلم ماذا حصل للشاب صاحب السيارة، لكن سرعان ما اجتمع القوم على الحادث في محاولة لإنقاذه.

استوعبت أن الإنسان – من دون مبالغة – قد لا يعي أحياناً حجم أهمية الوقت وفروق الثانية في حياته. ولا يستشعر نِعم الله عليه من خلال التحورات التي تجبره على التأخر أو تغيير الاتجاه.

فإن التزمت بنفس سرعة الجري المفترضة، ربما كُنت ضحية ذلك التهور – لا قدر الله –، إلا أن الإرادة الربانية أوجعت ساقي، وأنقذتني من حادث شبه محتوم.

والحمد لله دائماً وأبداً.


شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم

مطاعم: * قبل ثلاثة أسابيع، شرّفنا أخيرًا أحد أبناء إخوتي الذي يزورنا بشكلٍ موسمي كل ثلاثة أشهر، في اجتماع العائلة الأسبوعي. وحكى لي القصة التالية: اقترح عليه صديقه أن يزوروا مطعماً يقدّم ألذ لحم أوصال في العالم، وموقعه في مدينة جدة، خلف سوق الشعلة، اسمه «مشويات بيت الشهباء»

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم