الاستيقاظ المبكّر أم الشبع من النوم؟
لا تقل لي أن هناك حلول في المنتصف
هذه إحدى مُعضلات حياتي هذه الأيام. اكتشفت أنها مُعضلة لأن هذا الأسبوع كان أسبوع إجازة للمدارس، مما لم يضطرني للاستيقاظ مبكرًا جدًا، والخروج من المنزل والدنيا لا تزال مظلمة لتوصيل بناتي إلى المدرسة.
وكردة فِعل إنسانية متوقعة، خرّبت كل ما يتعلق بتوقيت النوم مساءًا، وكأنني أُصِبت بحالة من الانتقام من فكرة الاستيقاظ المبكّر. لكن النتيجة: إنني أصبحت إلى حدٍ كبير شبعان من النوم.
وتوقّفت عند هذه المعضلة التي لم أحصل على إجابة عليها منذ سنوات طويلة: هل المواظبة على الاستيقاظ المبكّر صحي أكثر على المدى الطويل؟ أم الشبعان من النوم أيًا كان توقيت النوم والاستيقاظ؟
من سلبيات الاستيقاظ المبكّر جدًا:
- أن تضحي بثلثي اللقاءات الاجتماعية فترة المساء، لأن لدينا شعباً لا يتقبّل فكرة اللقاءات المبكّرة إلا في حالات نادرة.
- أن يدور يومك حول فكرة الإنجاز المهني أكثر من دورانه حول الأسرة والأصدقاء.
- تعطّله بسهولة أوقات السفر والإجازات.
- إحساس عام أنك خارج السرب.
- قد يواجه الإنسان معه وصلات كثيرة من عدم شبعانه من النوم.
من إيجابيته:
تقريبًا عكس النقاط التي ذكرتها في الأعلى، إن كُنت تراها إيجابية!
- بركة الوقت، والإحساس بطول اليوم.
- (في حالتي) وقت مستقطع أكبر للكتابة بهدوء.
- الاستمتاع بالشمس.
أما الشبعان من النوم:
ليس كمثله شعور. كل شيء يزين بقية اليوم، وتزيد المناعة، ويزيد حتى الأداء الرياضي في جودته.
- يعيبه أنه يجعل الإنسان منخرطًا بسرعة في مهامه العملية والشخصية دون وصلات هدوء.
- يعطي إحساسًا أن اليوم انتهى بسرعة.
- يعطي مساحة لسيطرة الآخرين على ساعاتي أكثر من سيطرتي عليها (مجرّد تأمل شخصي).
لدي بعض الأصدقاء العزيزين المحافظين على مبدأ الاستيقاظ المكبر منذ سنوات، أفتقد رؤيتهم بانتظام لهذا السبب، وفي الوقت نفسه أغبطهم على نمط حياتهم. لكنني لم أجد حتى اليوم شخصًا محاربًا لفكرة تقديم شبعان النوم على الاستيقاظ المكبر ليقنعني به، ويضاربني على فكرة تطنيش هذا الحلم القديم.
هذا الأحد، سأكون مسافرًا للخارج ليومين، ولن أكون مضطرًا لإقلال بناتي إلى المدرسة، وعلي قبل أن أعود من السفر أن أحسم موضوع النوم، وإعادته إلى طور الاستيقاظ المبكر، ولكنني ما زلت أبحث عن إجابة شافية، من أجل السلام الداخلي.
إلى أي اتجاه يجب أن أحارب؟ ومع أي فريق يجب أن أقف؟
لا تقل لي أن هناك حلولًا في المنتصف، لأنني كُنت سأكتشفها طوال السنين الماضية. هل أقدّم طموحاتي العملية والإنتاجية وبركة الصباح، أم الأحبة والرفقة والهوى؟
إن كُنت مكاني ماذا ستفعل؟
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.