تخطى الى المحتوى

الاستيقاظ المبكّر أم الشبع من النوم؟

لا تقل لي أن هناك حلول في المنتصف

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
الاستيقاظ المبكّر أم الشبع من النوم؟
Photo by Yaniv Knobel / Unsplash

هذه إحدى مُعضلات حياتي هذه الأيام. اكتشفت أنها مُعضلة لأن هذا الأسبوع كان أسبوع إجازة للمدارس، مما لم يضطرني للاستيقاظ مبكرًا جدًا، والخروج من المنزل والدنيا لا تزال مظلمة لتوصيل بناتي إلى المدرسة.

وكردة فِعل إنسانية متوقعة، خرّبت كل ما يتعلق بتوقيت النوم مساءًا، وكأنني أُصِبت بحالة من الانتقام من فكرة الاستيقاظ المبكّر. لكن النتيجة: إنني أصبحت إلى حدٍ كبير شبعان من النوم.

وتوقّفت عند هذه المعضلة التي لم أحصل على إجابة عليها منذ سنوات طويلة: هل المواظبة على الاستيقاظ المبكّر صحي أكثر على المدى الطويل؟ أم الشبعان من النوم أيًا كان توقيت النوم والاستيقاظ؟

من سلبيات الاستيقاظ المبكّر جدًا:

-       أن تضحي بثلثي اللقاءات الاجتماعية فترة المساء، لأن لدينا شعباً لا يتقبّل فكرة اللقاءات المبكّرة إلا في حالات نادرة.

-       أن يدور يومك حول فكرة الإنجاز المهني أكثر من دورانه حول الأسرة والأصدقاء.

-       تعطّله بسهولة أوقات السفر والإجازات.

-       إحساس عام أنك خارج السرب.

-       قد يواجه الإنسان معه وصلات كثيرة من عدم شبعانه من النوم.

من إيجابيته:

تقريبًا عكس النقاط التي ذكرتها في الأعلى، إن كُنت تراها إيجابية!

-       بركة الوقت، والإحساس بطول اليوم.

-       (في حالتي) وقت مستقطع أكبر للكتابة بهدوء.

-       الاستمتاع بالشمس.

أما الشبعان من النوم:

ليس كمثله شعور. كل شيء يزين بقية اليوم، وتزيد المناعة، ويزيد حتى الأداء الرياضي في جودته.

-       يعيبه أنه يجعل الإنسان منخرطًا بسرعة في مهامه العملية والشخصية دون وصلات هدوء.

-       يعطي إحساسًا أن اليوم انتهى بسرعة.

-       يعطي مساحة لسيطرة الآخرين على ساعاتي أكثر من سيطرتي عليها (مجرّد تأمل شخصي).

لدي بعض الأصدقاء العزيزين المحافظين على مبدأ الاستيقاظ المكبر منذ سنوات، أفتقد رؤيتهم بانتظام لهذا السبب، وفي الوقت نفسه أغبطهم على نمط حياتهم. لكنني لم أجد حتى اليوم شخصًا محاربًا لفكرة تقديم شبعان النوم على الاستيقاظ المكبر ليقنعني به، ويضاربني على فكرة تطنيش هذا الحلم القديم.

هذا الأحد، سأكون مسافرًا للخارج ليومين، ولن أكون مضطرًا لإقلال بناتي إلى المدرسة، وعلي قبل أن أعود من السفر أن أحسم موضوع النوم، وإعادته إلى طور الاستيقاظ المبكر، ولكنني ما زلت أبحث عن إجابة شافية، من أجل السلام الداخلي.

إلى أي اتجاه يجب أن أحارب؟ ومع أي فريق يجب أن أقف؟

لا تقل لي أن هناك حلولًا في المنتصف، لأنني كُنت سأكتشفها طوال السنين الماضية. هل أقدّم طموحاتي العملية والإنتاجية وبركة الصباح، أم الأحبة والرفقة والهوى؟

إن كُنت مكاني ماذا ستفعل؟

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت