تخطى الى المحتوى

أحب الأكل أكثر منك

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

-١-

كل عام وأنتم بخير …

بعد أن قمت بأربعة اتصالات (لم يتم الرد فيها علي) لمتابعة شؤون أمر ما في العمل، أيقنت تماماً أن الإحساس العام بالكسل يغلب على الجميع في شهر رمضان.

لستُ هُنا آدعّى النشاط، بل أنني أب وجد الكسل في رمضان وفي غيره، وأعلم حتى اليوم أنني لم أتخلص أبداً من هذا الصراع النفسي الذي يصيبني كل عام، بعد أن أقنع نفسي مع نهاية شعبان أنني أستطيع أن أكون أكثر إنتاجية رمضان هذا العام.

وعدت نفسي -كما كنت أفعل- أن أكتب وأقرأ وأعمل بشكل أكبر، ولازال الأمر على ما يرام حتى هذه الأيام. ولكن لعل الأمر الوحيد الذي استجد معي لأكتب عنه اليوم هو أنني استوعبت أيضاً بأن مع كل حركة تقوم بها وسط الكسل العام ستحصل على أمرين، الأول: إحساسك الكبير بالإنتاجية عن غيرك (حتى وإن كان إحساساً مزيفاً)، والثاني: أنك بالفعل بحركتك ستحرك الآخرين، ولعل الأخيرة هي المطلوبة.

-٢-

سأقول لك أمر غريب ما إن سمحت بتقبله … أنا أعشق الأكل أكثر منك، وفعلاً اضطررت للتضحية بأمور مهمة في حياتي بسبب الأكل، بل وأن الحد قد وصل إلى مرحلة أنني لم أتوقع في بعض المواقف أن تصدر مني بعض التصرفات غاية في الإحراج أمام الآخرين بسبب ارتباطي الوجداني مع الأكل. وحتى في بعض المناسبات والاجتماعات المهمة التي لا يتوجب علي أن أحضرها من أجل الأكل … كنت أحضرها حقيقةً من أجل الأكل.

هذه حقيقة قد تكون محرجة، ولكنها لطيفة إلى حد ما في رأيي. فشخصياً أعتبر الأكل أحد الفنون والأمور التي لا يجب علينا كأناس عاديين أو مبدعين -إن ادعينا ذلك- أن نهمل أهميتها أو أن ندّعي أننا لا نهتم بها.

ورغم ولعي المذكور أعلاه، إلا أنني فعلاً لا أجد أن هناك أي سبب يربط الأكل والشرب بالتناحة التي تجعل ٤ من ٤ إتصالات وربما أكثر غير مردودة! لتعطي الشعور العام بالخمول، فحتى إن كان الأكل من أهم الأمور التي نفعلها في حياتنا، لكن تظل هناك أمور قليلة أهم!.

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)