تخطى الى المحتوى

أعياد الميلاد الغبية

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

اعمارنا كبشر لاتقاس بعدد السنين، بل تقاس بمدى عمق ونوع تأثيرنا على حياة الآخرين”

– عمار شطا

لماذا يحتفل معظم الناس بأعياد ميلادهم؟ أسأل نفسي هذا السؤال منذ أن كُنت صغيراً.

أطلب من زوجتي ومن معظم المقربين من حولي في السنوات الأخيرة عدم “التجرؤ” على مفاجئتي باحتفال عيد ميلادي عند الخروج، قناعتي الشخصية ترفض هذا الموضوع، وأجامل الجميع بالشكر الجزيل عندما يملأون صفحتي على الفيسبوك بالتهنآت وتمنايتهم لي بعيد ميلاد سعيد، وبالتأكيد لا أملك أي مشكلة تدين مع احتفالات أعياد الميلاد، بل أن مشكلتي كلها تدور حول تذكيري بانتهاء سنة أُخرى من حياتي.

ربما أملك نوعاً من الوسواس في هذا الأمر! لكن دعنا نفكر سوية … لماذا نفرح باقتراب عمرنا بالإنتهاء سنة أُخرى [دون وجود إنجاز حقيقي لديننا وأهلنا ومجتمعنا وربما أنفسنا ليشفع لنا بهذا الإحتفال؟]. ورغم أنني بالطبع أحتفلت بإبنتي عند بلوغها عامها الأول فرحاً بها ولمشاهدتها تكبر أمام عيني سنة بعد سنة، وأشارك الآخرين فرحتهم … لفرحتهم مع اختلاف المبدأ. إلا أنني أشارككم الآن عدم حبي لهذا الطقس بعمومه.

لا أحاول أن أحسب عُمري بقدر ما أحسب فضل الله علي بتمام الصحة والعافية ونعمه التي لا تنتهي، ولا أجد المبرر بتذكيري للإحتفال بنهاية عام آخر من حياتي. تماماً كيوم الأم ويوم الحب، فليس هناك داعِ لأخصص يوماً من عام كامل أتذكر فيه أنني يجب أن أقدم لأمي هدية تعبر عن حبي وامتناني لها.

تصلني كثيراً رسائل تسويقية على بريدي الإلكتروني تذكرني بيوم الأم، وأن علي أن اختار هدية قيمة لها، وكل ما أعلمه أن أصل هذا اليوم تسويقي بحت لشركات التجزئة والماركات العالمية بالدرجة الأولى.

كل يوم … هو يوم ميلاد جديد لحياتنا ومستقبلنا … كل يوم هو ٢٤ ساعة تحتاج الكثير من العمل والتضحية من أجل أنفسنا ومن أجل الاخرين، دعنا نفكر كيف سنقضيها.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول