تخطى الى المحتوى

جدة وأهلها

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

كُنت أعتقد أن علاقتي مضطربة بهذه المدينة، حتى حسمت الرأي وتأكدت إنني أحبها.

«عشت أكثر من عقدين في ثلاث مُدن مختلفة على حدى» تحكي لي والدتي عن حياتها وهي في السبعينيات اليوم «.. ولم أجد أهلًا كأهل جدة». لا يخجل كل من استوطن هذه المدينة باعترافه أنه أصبح بشكلٍ مُطلق أنه من أهلها.

يحتاج الناس فيها بعض الوقت ليكتشفوا أن أصدقاءهم وزملاءهم ليسوا من أهلها أصلًا، فهنا مكان يذوب فيه ابن البادية والحضري والمقيم؛ حتى يُصبح جميعًا أهلًا لها.

جدة تستقبل الجميع، ولا تعرف كيف تودّعهم.

لا يعرف أهل جدة كيف يكونوا متكلفين في روحهم، رغم تكلّف المظهر، ولا يمانع أن يمضي فيها صاحب الملايين وقتًا طويل في أماكنها الشعبية، ولا يشعر كل من يكافح من أجل لقمة العيش أن يثبت لنفسه أنه في مكانه ومدينته.

المطاعم والأفكار، والتنمية، والابداع، والثقافة.. رغبوا أن يكونوا مرتبطين بها. مثل البساطة والسماحة والانفتاح وحسن المعشر حينما استقرت معها.

جدة العريقة، لا تعرف الحسد. مكتفية بذاتها، تحب الجميع وإن لم يحبوها.

وإن سألوني عن أهلها. هم أهلي. وأنا أهلٌ لها.

وعن عيبها، هي بعيوبها لا تود أن تكون إلا العروس. لا غزل يغنيها، ولا نقد يُنقصها، هي هكذا، لا تعرف إلا أن تكون كما اختارت. لا تُغري، ولا تلمع. فجمالها يكفيها.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

الحماس: ٢٥ نقطة إضافية على الذكاء

الحماس هو الوجه الآخر للتفاؤل. نستطيع تحميله وزنًا أكبر من المخاوف. عكس التشاؤم الذي سيُشعرك أن وزن المخاوف القليل أثقل بكثير مما هو عليه.

الحماس: ٢٥ نقطة إضافية على الذكاء
للأعضاء عام

عندما قابلت مشهور ميامي عند الحمّام

في أغسطس عام ٢٠٢٠م، كُنت مقيمًا في مدينة بالقرب من ميامي، وقد زرت مع اثنين من جيراني فندقًا كان صرعة جنوب فلوريدا (Hard Rock Hotel)، وقد افتتح قبلها بعام. كان الفندق تحفة معمارية بحق، فالمبنى بالكامل على شكل جيتار، ويحتوي على عدة مرافق (أشهرها طبعًا الكازينو)

عندما قابلت مشهور ميامي عند الحمّام
للأعضاء عام

جسر نعبر به

ورشة العمل الأولى لكينونة والأسرة المعرفية