إجازة لنعمل!
اكتب لكم والساعة الآن السابعة صباحاً من بهو أحد فنادق إسطنبول.
قررت أن أغير روتين هذه الإجازة لأعيش يومها بكل تفاصيله، وحيث أنني ومن مدة – قبل رمضان – أعاني تحدي كبير في مقاومة النوم والإستيقاظ باكراً (باكراً جداً) محاولاً بذلك تطبيق عده مفاهيم إسلامية، سننية كونية في تقضية الحياة بكل متعها من الصباح الباكر، وضمان بركة وزيادة الإنتاجية بشكل فعلي.
الجو جميل هنا، اختلفت علي الأوجه قليلاً عن باقي دول أوروبا (هذه الزيارة الأولى لتركيا) … أرى البعض من الإخوة الخليجيين يمشون في شارع « تكسيم »حيث أقيم الآن وعليهم علامة السهر وبقايا الليلة الماضية، والكثير من عوائلهم عاشوا معنا أجواء الليلة الماضية، حتى أصبح الكثير من أهل البلد يفضل الكلام معني ومع باقي سواح الخليج باللغة العربية عوضاً عن الإنجليزية.
حقيقاً، حتى هذه اللحظة أعد نفسي أحد أولائك الشباب « السهّيرة » لكن باعتراف صريح لنية التغيير حول الإستيقاظ مبكراً، ولن أكون متغيراً عنهم طالما لم اكتب لكم هذه المقالة في يومي الأخير من الإجازة بعد تطبيق الإستيقاظ المبكر فعلياً خلال كل أو معظم أيام الإجازة. وعلى كل حال أشعر بنشوة الصباح … وعدت نفسي أن أكتب هذه المقالة وأن أعمل قليلاً على بعض ما كنت اتهرب منه في حياتي العادية في جدة.
تغيرت نظرتي تماماً عن مفهوم الإجازة بعد أن سمعت سيث جودين يقول مقولته الشهيرة حول هذا الموضوع وذلك عندما تضايق من استغراب بعض نزلاء الفندق لقضائه ساعات يعمل في إجازته على الكمبيوتر في بهو أحد الفنادق في جامايكا: « من الأفضل للجميع أن يختار الحياة التي تناسبه بدل أن ينتظر الإجازة ليهرب منها »، مؤكداً على أنه يعمل في أي يوم خلال السنة لأنه في حقيقة الوضع لا يعمل فعلياً!
إجازة لعمل ماهو مفيد فعلاً … إجازة لكي أُنتج أكثر… أتمنى ذلك!
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.