تخطى الى المحتوى

إدمان شراء الكُتب

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

الإسراف في شراء الكُتب هو إدماني الوحيد، كما قال لي صديقي العزيز رضا وهو مفتخر بهذا السلوك …

وإن فكرت في مسألة الإدمان، لن تستبعد هذه الكلمة عندما تُفكر في أنواع الإدمان -غير الإدمانات المضرة بالصحة- التي نُعاني منها كمجتمع مثل الإدمان على مراقبة ما يحدث على صفحاتنا في التواصل الإجتماعي، وهجوم بعضنا على الاخر، وفي بعض الحالات الإدمان على شراء الاحتياجات غير الضرورية.

أجمل ما في الكُتب أن إدمان شرائها لا يمكن أن يكون مضراً بالصحة، فالكتب تستطيع انتظارك لسنوات حتى تقرر قراءتها أو توريثها لأبنائك وأحفادك، أو إهدائها لأحد أصدقائك الذين يوشكوا أن ينضموا إلى قائمة الإدمان.

قيمة الجهد والمعلومات الموجودة في كل كتاب لا تُساوي أبداً قيمته النقدية التي ستدفعها من أجلها، وأحمد الله أن الكُتب لا تتأثر بالعوامل الاقتصادية التي تُقلب جميع الأسعار والاحتياجات الضرورية وغير الضرورية الأخرى في حياتنا.

أكتب هذه المقالة تزامناً مع بدأ معرض جدة الدولي للكتاب، والذي يتيح لنا الفرصة لإعادة تفعيل سلوك إدمان شراء الكُتب.

وتشجيعي لهذا السلوك ليس لأني أحد الكُتاب الذين يبيعوا كتبهم هناك، بل لأني شخص يحب القراءة قبل الكتابة … ربما.

يسهل عليك إدمان شراء الكُتب لاحقاً فرصة الإطلاع على العديد من الخيارات وقت القراءة، والتي تخرجك من جو لآخر … فهناك أوقات لا تريد أن تقرأ فيها إلا رواية تبعدك قليلاً عن الواقع، وهناك حالات -تغلب علي شخصياً- في البحث عن معلومة معينة في كتاب معين أحتاجها وقت الشروع في القراءة.

ولأني شخص لا يحب الإلتزام بقراءة كتاب واحد فقط حتى الإنتهاء منه، فلا أجد أي مضرة في شراء الكثير من الكُتب.

وهذا ما أريد أن أُلفت نظرك إليه اليوم … إدمان الكُتب أفضل من إدمان أي شيء اخر في العالم … صدقني.

شؤون اجتماعيةكُتب واختيارات للقراءة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)

مقدّمة: إن كُنت أحد سكّان مدينة جدة، أدعوك لحضور أمسية ثقافية يوم الاثنين (٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤م) بعنوان «الشعور بالانتماء ضرورة أم رفاهية؟». رابط التسجيل هنا. تنورونا. ننتقل إلى ملفّات القراء.. السلام عليكم، أشكرك أخي أحمد على إتاحة الفرصة لي، سؤالي كم ساعة تقرأ باليوم، وهل تقرأ كتاب

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)