تخطى الى المحتوى

الأدب وأزمة الأحاسيس

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

تحدثت في إحدى المرات الروائية القديرة بثينة العيسى (على سناب شات) محاولةً الإجابة على التساؤل الذي يقول: «لماذا علينا أن نقرأ الأدب؟» كالأشعار والروايات والقصص القصيرة، إلخ. حيث أن القراءة في حالات كثيرة ترتبط فقط بمحاولة الحصول على معلومة مفيدة أو علمٍ معين.

أجابت بثينة بسؤال أهم وهو: «هل فعلاً نعاني من أزمة معرفة أو معلومات؟».

في الحقيقة … لا، لا أعتقد أننا نعاني من نقص المعلومات أو معرفة أو العلم الذي يمكن أن يُنتفع به، فها هي صفحات الإنترنت متخمة بالمعلومات الموثقة وغير الموثقة … الكثير من المعلومات والمحتويات التي لا تنتهي.

القصص أصبحت حتى في وقتنا الحالي هي المصدر الأكثر إغراءً للمعلومة، بل أصبح العلم لا يصل بطريقة سلسة إلا عبر القصص التي يحاول معلمها اقتناص بعض الانتباه من المتلقي، فلا يتقبل الشاب اليوم معلومة جافة طيلة الوقت دون حكاية معها، أو دراسة مدعومة باستدلالات قصصية وأحداث خلفها.

حتى أفضل كتب تطوير الذات، يستطيع المراقب العادي أن يستوعب بسرعة عدم جدواها دون وجود القصص. وربما القرآن الكريم كان أفضل الكُتب التي أوصل الله عز وجل عظته من خلال القصص المكتوبة فيه. يغلب على الإنسان احتياجه المستمر لما يلامس أحاسيسه، فكل إنسان يعرف بالفعل أن كل خطوة نجاح وتطور في حياته يمكن أن تنفذ بتطبيق أياً من المعلومات التقليدية المعروفة (الاستيقاظ المبكر، تعليم الذات، الصبر إلخ)، لكن كل الصعوبة هي خلف البحث عن قصص حقيقية عنها … يمكن له إيجاد نفسه ومقارنتها فيها.

لا توجد أزمة معلومات … توجد أزمة أحاسيس ربما تشجع أو تمنع الإنسان من تطبيق المعلومات وهضمها. توجد أزمة قصص – ربما – تربط النصف الاخر منّا كبشر بالاستيعاب والإحساس لما يجب الإحساس به، عوضاً ما يجب علينا فهمه.

كُتب واختيارات للقراءة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)

مقدّمة: إن كُنت أحد سكّان مدينة جدة، أدعوك لحضور أمسية ثقافية يوم الاثنين (٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤م) بعنوان «الشعور بالانتماء ضرورة أم رفاهية؟». رابط التسجيل هنا. تنورونا. ننتقل إلى ملفّات القراء.. السلام عليكم، أشكرك أخي أحمد على إتاحة الفرصة لي، سؤالي كم ساعة تقرأ باليوم، وهل تقرأ كتاب

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)
للأعضاء عام

اقتراحات سبتمبر ٢٠٢٤م: كتب ومطاعم وبودكاست

الكتابة (من ناحية تسويقية) لا يجب أن تميل مع ميل صاحبها للموضوعات التي يُحبها. كان هذه ثمرة عدة نقاشات متفرّقة مع أصدقاء عزيزين هذا الشهر. طبعًا أختلف! سوف يكون التطبيق العملي لهذا الاختلاف عدم كتابة مثل هذه المقالة التي تحمل اقتراحات خاصة مختلفة ومتنوعة. على كل حال

اقتراحات سبتمبر ٢٠٢٤م: كتب ومطاعم وبودكاست
للأعضاء عام

كل الكُتاب فاشلون

رجال الأعمال ليسوا سوى هواة للفشل، وقد اعتادوا على هذه الفكرة. أمّا الكتاب هم المحترفون الحقيقيون.

كل الكُتاب فاشلون