التعرّض للشمس
يؤسفني أن أقول إنني من فئة الأشخاص قليلي التعرّض للشمس، وللشارع، والطبيعة، بشكلٍ عام. فمن عيوبي الحديثة، انغماسي في مكتب المنزل لوقتٍ طويل، وهو المكان الذي أُنجِز فيه الكتابة، والقراءة، والمهام العملية اليومية.
وقد كرر عشرات المرات عالم الأعصاب الشهير آندرو هوبرمان، أن التعرّض اليومي للشمس على الأقل عشرة دقائق، له فوائد عظيمة، غير فائدته المعروفة بمد الجسد بفيتامين «د». إحدى تلك الفوائد، هو إقناع الجسد (بعد فرز المزيد من هرمون الكورتيزول) بأن نور الشمس الذي تعرّض له إشارة بأن ساعته البيولوجية يجب أن تستوعب أن الوقت الحالي هو النهار، وهذا ما قد يساعده في الحصول على قِسط مريح وعميق من النوم في المساء.
اعتدت على ممارسة المشي في الفترة ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، وقد قمت استثناءً اليوم بتغيير موعد المشي إلى الساعة السادسة والنصف صباحًا. ومع الطقس الساحر هذه الأيام في جدة، استوعبت إنني في الحقيقة أُفوِّت على نفسي الكثير.
هواءٌ عليل، وتعرّض معقول لشمس غير حارقة، يتبعها استحمام بماء بارد، هو تثميل حقيقي لأهم نِعم الله في حياتنا اليومية، والتي لا تتطلب إلا الاستيقاظ، والحضور، والعيش وسطها. مبدأيًا اتخذت قرار أن يكون هذا التوقيت هو توقيت المشي اليومي لساعة بدلًا من فترة المساء. خصوصًا إنني بالفعل استشعرت الفرق بسرعة، فها أنا أُنجِز ألفي كلمة من الكتابة اليومية، ولا زلت في بداية اليوم، بكامل النشاط والحيوية، وسأكمل ما تبقّى فيه لممارسة مهامي الأخرى، كما أن المساء سيكون مخصصًا للارتباطات الاجتماعية، بدلًا من تطويل فترة العمل فيها.
تجربة رائعة بحق، وأطلب من الجميع تجربتها واستثمار ما تبقّى من طقسٍ لطيف يدعونا للتعاون معه من أجل حياة أفضل.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.