تخطى الى المحتوى

التهزيء

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
التهزيء
Photo by Aarón Blanco Tejedor on Unsplash

هناك فرق بين فقد السيطرة على الأعصاب، وبين محاولة إبلاغ الطرف الآخر بأننا معترضين على تصرفهم.

لا يجب على الأبناء مشاهدتنا ونحن في قمة الغضب فاقدين السيطرة على أنفسنا.. في الحقيقة لا يجب على أي شخص أن يشاهدنا بهذه الحالة. عندما «نزعل» على أمر ما من الأجدى أن نُبين الغضب بهدوء. بالعربي: نمثّل الغضب.

التمثيل أكثر فاعلية من فقد السيطرة. فنحن نستطيع من خلاله إيصال «زعلنا» إلى الطرف الاخر بكل وضوح، ونستطيع أن نرفق معه عقابًا أو موقفًا حازمًا، كأن أخبر ابنتي: «أنا زعلان من تصرفك، وسيكون عقابك كذا» بكل هدوء، أو كأن أخبر مدير المطعم المتأخر في توصيله «عندما طلبت كنت جائعًا جدًا وقد تأخرتم كثيرًا، أتوقع منك تعويضًا وإلا ببساطة لن أطلب منكم مجددًا».

فقد السيطرة غالبًا لا يأتي بنتيجة إيجابية. وهو علامة من علامات الضعف. الصوت العالي والصراخ غالبًا ما يشعرنا بالخجل من أنفسنا بعدها. وأجد من الممتع أحيانًا أن نتمرن بأن نعبر عن غضبنا بهدوء بالغ وعقاب مفروض وبالبحث عن تعويض، فهذه أمور عملية تساهم في تحسين الوضع.

كلمة السر اليوم هي «محاولة التمرن».

التهزيء لمجرد «فشة الخلق» لا قيمة له.

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع