الحمّام وتعدد المهام
نعم ، لعل الحمّام (اكرمكم الله) يعد من أشهر الأماكن التي يتم فيها تطبيق مفهوم تعدد المهام أو مايسمى بال “multitasking” ، فأكاد أجزم أن معظمنا لا يستغني عن هاتفه الذكي أثناء دخوله الحمام ، ليشارك عوالمه الأخرى.
شخصياً ، استثمر هذه الفترة داخل الحمام إضافةً للمشاوير الطويلة بالإستماع إلى الكتب الصوتية والمشاركة في قنوات التواصل الإجتماعي ، وأسعى جاهداً لاستغلال بعضاً من تلك الفترات ، بوجود مخزون ذهني عالي في بعض المهام المتعددة كما ذكرت الكتب الصوتية فيها على سبيل المثال.
وأعرف شخصياً عدة أشخاص يتجاوبون مع إيميلات العمل ، ويجهزون أجندة وجدول اليوم باستخدام هواتفهم الذكية ، أثناء فترة التواجد فبيت الراحة.
وحقيقةً قد تصنع تلك التصرفات البسيطة حالة من الإدمان لا يستهان بها ، فإننا كأفراد نكون عوضنا الحالات الغريبة التي كنا نسمعها عن أؤلائك الأشخاص الذين يقضون ساعات وساعات بالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر ، خلال اليوم دون حراك! بل وأننا نسبياً أصبحنا نقحم ذلك الكمبيوتر في كل تفاصيل اليوم ، ليزيد مجموع تلك الساعات الفعلية عما كنا نقضيه سابقاً ، لكن بامتياز إضافي وهو قدرتنا على التنقل خلال اليوم.
سألني ذات يوم أحد الأصدقاء عن أقصى مقدار للمسافة أو والوقت الذي أقضيه بعيداً عن جوالي؟
تفاجئت أنا نفسي ، من إجابتي على السؤال.
حوالي ٣ أمتار/ساعة على الأكثر.
هل نتوقع أن بإمكاننا استثمار الهواتف الذكية ومفهوم تعدد المهام (بسلبياته وإيجابياته) عبر خلق بعض الفرص التي قد تغيير حياة بعض الأشخاص؟
لعلي عبر هذه الفكرة وهذا المفهوم ، أُدخلك نطاقاً جديداً من التفكير غير مانعيشه كأغلبية في وقتنا الحالي من بقاية الثورة الصناعية ، حيث أن التواصل والعمل وخلق الفرص كان ينحصر فقط حول “اعطني هذا وخذ هذا” أو أن أكون موظف أو تاجر (شراء وبيع منتجات) دون استغلال هذه الطفرة الموجودة بالفعل في العالم الحقيقي الحالي.
هل فكرت أن بإمكانك ببساطة إيصال فكرة ما ، لآلاف الأشخاص ، وأنت في بيت الراحة ، باستخدام هاتفك الذكي؟
أعرف أحدهم يقود حملتين دعائية لعملائه عبر شبكات التواصل الإجتماعي ، باستخدام هاتف ذكي واحد ، أثناء تواجده مع عائلته!
وبالمناسبة: اكتب لكم هذه المقالة من جوالي وأنا على كرسي الحلاقة الآن !
آآه كم أصبح هذا العالم سهلاً ممتنع!
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.