تخطى الى المحتوى

العمل دون صلاحيات: وزارة الصحة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

تعاني زوجتي منذ أيام حالة من الإكتئاب بسبب الأوضاع السيئة التي تواجهها في العمل، حيث أنها تعمل بوظيفة مشرفة صيدلية لأحد أكبر مستشفيات جدة الحكومية التابعة لوزارة الصحة.

نتحدث بشكل شبه يومي سوياً محاولين إيجاد بعض الحلول التي يمكن لها أن تساعد وتخفف الإكتئاب عند ذهابها صباح كل يوم للقائه.  كل المشاكل في عملها تدور حول نقطة واحدة والتي إن نُفذت ببساطتها ستنتهي مشكلتها ومشكلة كل من حولها في محيط العمل وهي : إعطاء الصلاحيات للمدراء!

  • وهنا أدى عدم وجود صلاحيات واضحة، للمشاكل التالية:

المشكلة الأولى: التقاعس الغريب.

يعمل أحد أهم الموظفين تحت إشرافها « دون عمل!»، يأتي يوم أو يومين كل أسبوع ليتغيب طيلة الأيام الباقية … وحتى عند قدومه بالكاد ينجز مهمة أو مهمتين طيلة ذلك اليوم ليخرج دون إذن من أحد قبل انتهاء الدوام الرسمي، والسبب وراء هذا السلوك الغريب هو اعترافه شخصياً أنه منشغل بوظيفة أخرى في « الديرة » مع أعيانها.   وعند سؤالي لها: لما لم تخصموا عليه؟ … أو تفصلوه؟ قالت لي بكل بساطة أنها ومديرتها (مديرة صيدليات المستشفى) لا يملكون أي صلاحية لفعل ذلك. إضافة لتوظيف هذا الشخص «  بواسطة قوية» على حد قولها تمنع حتى أقل محاولات التهذيب بالخصم من راتبه.

تقدموا بعشرات الشكاوى لمدير المستشفى، حتى أصبح على قولها « يدير وجهه عندما يرانا قاديمن إليه ».

المشكلة الثانية: نقص حاد في الموظفين.

وفي كل مرة تزداد طلبات المتقدمين لوظيفة صيدلي/صيدلانية، يزداد الرفض من قبل المستشفى … وتزداد الحاجة لصيدليات المستشفى لأي عنصر جديد يغطي ذلك النقص الذي يحتاجونه.

حاولت زوجتي ومديرتها مراراً وتكراراً إرسال خطابات مستمرة طوال السنة الماضية، معبرين عن استيائهم عن حجم العمل المهول الذي يحتاج دون شك لأي موظف جديد خصوصاً إن علمنا أن صيدليات المستشفى تعمل طيلة اليوم (٢٤ ساعة) عكس العيادات الخارجية، لكن دون جدوى.

وهنا اتضح لها مؤخراً عندما علمت أن أرقام التوظيف المخصصة من قبل وزارة الصحة “مركونة” في أحد الرفوف ليتم تعيين شخص قريب أو معروف لدى أحد موظفي قسم الموارد البشرية في يوم من الأيام ولا نعلم متى ستأتي تلك الجميلة التي يريدون تحملها على غيرهم.

المشكلة الثالثة: عدم الإنصياع.

« وأعلى ما في خيلكم إركبوه»نقلاً عن الردود التي تأتي زوجتي بشكل مباشر وغير مباشر، من قبل البعض من الموظفين. وهنا تأتي أزمة التكليف قرابة كل عيد، يتصارع الموظفين بين راغب ورافض لتكليف العيد، ومؤخراً اشتكت لي أن الموظفين الذين كلفوا بتغطية دوام عيد الفطر، تغيب بعضهم ببساطة دون إنذار مسبق، لتترك أحد الصيدليات تحت رحمة الهواء بصرف الأدوية للمرضى.

ودوام الحال من المحال … لا يمكن توظيف أحد … أو خصم  «  بسهولة»من راتب أحد … أو طرد أحد.

تنويه: قصة واقعية.

شؤون اجتماعيةقصص قصيرة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول