القراءة الغير مفيدة، والبرمجة الإعلامية
« إذا كانت الأخبار حقاً مهمة، ستصلني بالتأكيد »
– سيث جودين
اشترك في أكثر من ١٥ قائمة أخبار بريدية (Newsletter)، أقرأ معظمها خلال اليوم بحثاً عن تلك المعلومة التي ستصنع لي الفرق. البعض منها يتحدث عن عالم المال والأعمال، وأخرى تتحدث عن تطوير الذات ونشر الإلهامات اليومية، وأخرى تهتم بشئون اللياقة البدنية وسلوك التغذية (في محاولة مني لإنقاص الوزن وخلق عادات صحية).
أخصص آخر أوقات اليوم في المساء لقراءة الكُتب، واتهرب منذ فترة طويلة من قراءة الصحف اليومية، لقناعتي الشخصية بأن ما تحتويه لا تسمن ولا تغني من جوع في معظم الأحيان، وإن كان يوجد ما يستحق القراءة فيها فعلاً، أجد أحد الأصدقاء الأفاضل قد شارك بها على إحدى قنوات التواصل الإجتماعي.
أعتقد أن قراءة المواد الغير مفيدة إحدى الإبتلاءات التي تصيب القرّاء ومدعي الثقافة، مثلها مثل تضييع معظم الوقت على شاشة التلفزيون دون إدراك الجوانب السلبية لذلك. يصبح فيها الفرد ضحية البرمجة التي ترسمها قنوات الإعلام، ليُسخر بذلك عقله لما يريدونه هم، لا ما يهمه حقاً.
يحتاج الفرد خلال حياته لنوعين من المعلومات لتساعده بالإنتقال لمستوى أعلى من الوعي، وهيا:
١- معلومات تثقيفية متجددة (الأخبار المهمة اليومية).
٢ معلومات معرفية (الكتب باختلافها).
وإن كنت اتحفظ قليلاً على النقطة الثانية كون ارتباطها الكبير بالكتب الروائية القصصية حسب الإحصاءات العالمية لنسبة القراء، والتي لا تضيف كماً كبير من المعلومات على القارئ، لكنها بطبيعة الحال تحفز الشق الآخر من الدماغ ليزداد حجم التخيل، وتساهم بشكل أو بآخر في تطوير المفردات اللغوية ومهارة الكتابة.
أصبحنا في عصر الإختيار، لا عصر الإلزام، فقبل سنوات قليلة، كنا لا نملك عدة خيارات متاحة لإثراء العقل عوضاً عن ما يلزمنا الآخرون به. والآن عندما اختار ما أقرأ أجد أن إمكانية الوصول للمعلومة أصبح يستغرق وقتاً قصير وبمجرد كبسة زر على “جوجل” أو « ويكيبيديا »، وطبعاً مجانية في حالات كثيرة.
حقيقة، أسعى بشكل كبير للتحذير ونشر فكرة الهروب من البرمجة الإعلامية، وأجد أن اختيارنا لما نقرأ يعد أول تلك الخطوات التي تثري عقولنا، وتبعدنا عن السلبية ومبرمجينها، ولتفسير ذلك بشكل عملي: أرجو أن تبتعد كلياً عن مقالات الصحف السخيفة … وطبعاً، شاشة التلفزيون.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.