المهام الأقل من دقيقتين
كلما تأملت فكرة العالم الحديث الذي يدفعنا للمزيد من الإنتاجية أُصاب بحيرة، لأسباب كثيرة أحدها مفهوم «إننا كلما تطورنا تقنيًا؛ كلما انشغلنا أكثر من ذي قبل». ومن المفترض أن تكون النتيجة هي العكس. وقد كتبت عدة مقالات مباشرة وغير مباشرة في هذا الموضوع.
على كل حال، استوقفتني مقالة غريبة عن الانتاجية – لا أود مشاركة رابطها – لعدم اقتناعي بعد بما تحتويه بالمُطلق، ولكيلا أشوِش على القارئ الكريم، تتحدث باختصار عن أن الأنسان الذي يبحث عن «المزيد من الإنتاجية» في مهامه العملية، يجب عليه «ألا يفكر كثيرًا» في تنفيذها، ويستعين بدلًا من ذلك بتنفيذها فورًا. دون مقدمات. كل يوم. ودون اللجوء إلى قائمة المهام التقليدية. مع تجنّب شبه تامك للاجتماعات (وأتفق بالمُطلق مع هذه النقطة بالتحديد).
من أكبر الوعود التي تضحك على أنفسنا فيها، اعتقادنا أننا سنتذكر الأشياء التي وعدنا أنفسنا بتذكّرها. وهنا مشكلتين:
- إننا على الأغلب لن نتذكر شيئًا.
- إننا نُحمّل أنفسنا ذنبًا مستقبلي ليس لهُ داعي.
وعليه، فإنني منذ مدة طويلة في حياتي المهنية، لاحظت أن المهام التي لا تتطلب أقل من دقيقتين في تنفيذها يكون من الأجدى تنفيذها فورًا في وقتها.
اتصال بصديق ما؟ نقوم بذلك فورًا أو نقوم بإرسال رسالة صوتية على الواتساب، رد على إيميل مهم؟ الآن وفورًا. حوالة بنكية؟ الآن وفورًا. هذا التفاعل ساهم قليلًا بانتقالي إلى مستوى جديد في الحقيقة.
وفيما يتعلق بالمقالة: أود أن اعترف اليوم أن أكثر المقالات التي كتبتها في حياتي وكانت ذات تأثير كبير على المتلقي، هي المقالات التي كُتبت فجأة.. هكذا.. دون تفكير أو ترتيب لأفكارها.
كان الله في عونك.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.