تخطى الى المحتوى

الولاء للمنتج الأفضل

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

قاعدة كنت أطبقها: "لا أملك ولاءاً لسيارة أو تكنلوجيا." السبب: " سرعة التغير والتطور".

تطورت هذه القناعة لتصبح : "لا أملك الولاء تقريباً لكل شيء أشتريه."

أستخدم هاتف  أندرويد [لأنه الأفضل حالياً في رأيي] … واستخدم كمبيوتر محمول آبل [لأنه الأفضل دون الحاجة لرأيي].

وعندما قررت شراء سيارة جديدة قبل عامين انهالت علي الإقتراحات:

– اشتري سيارة سهلة البيع بعد عدة سنوات

– خدمة الوكالة هي الأهم

– سعرها مقارنة بخيارات الترفيه الموجودة

– الياباني عملي [ويمكن بيعها فيما بعد بسهولة]

– الألماني رفاهية

– الأمريكي قوة

– الإيطالي [لن تستطيع تحمل نفقاتها]

وعندما اشتريت السيارة انهالت علي الأسئلة …

" لماذا لم تشتري السيارة الفلانية؟ وكالتها أفضل وبيعها أسرع إلخ …" ويستمر تطبيق نفس المفهوم على جميع المشتروات تقريباً.

لستُ ضد ماركة معينة أو دولة صنع محددة، لكن أجد أن تسارع التطور في المنتجات يصّعب الولاء بحق، فقد كُنت أحاول قبل سنوات قليلة إقناع كل من حولي بشراء جهاز محمول بلاك بيري وها هي الشركة قد أُقفلت مؤخراً.   وحتى إن طبقت نفس هذه القناعة اتجاه بعض المواد الأخرى كالأطعمة والمواد الإستهلاكية سؤاجه ربما مشكلة أخرى بطريقة مختلفة.  فعلى سبيل المثال: أعشق مطعم البيك ولكنني لم استطع تناوله منذ أكثر من شهرين بسبب ارتباطي ببرنامج غذائي معين يمنعني من تناول وجبات ليس صحية وهنا أجد أن ولائي قد تحول لنفسي ولا أعلم حقيقة طول الفترة التي سأعود بعدها "للمسحب الحراق".   وحزنت كثيراً بعد أن علمت أن الإندومي تحتوي على أكثر من ٤٥٠ سعر حراري للمغلف الواحد! [معظم الرجال يتناولون مغلفين كوجبة رئيسية] وعندها قررت الهروب!

ذكرت سابقاً أن مدينة نيويورك الآن تحتوي على أكثر من عشر مليار صنف متواجدة في السوق باختلاف المجالات، يسعى كل صنف فيها بجذب الزبائن، مقارنتةً مع خمسمئة صنف قبل مئتي سنة في نفس المدينة.

أعتقد أن الولاء أصبح للأفضل وهنا أعزز قيمة "القيمة المضافة" لكل شيء يعرض في السوق، وإن كُنت لا أعلم حقيقة ماذا ستكون سيارتي المقبلة أو هاتفي المحمول لكن سأحرص بطبيعة الحال على اقتناء الأفضل وقتها.

دجاج "اليوم" – أجد وأجود:

استغلت شركة المراعي اختفاء شريحة كبرى من مبيعات الدجاج في السوق السعودي بعد إقفال شركة رضوى، لتقوم مباشرة بمباغتة المنافسين عبر خلق منتج جديد يغطي احتياجها للدجاج المبرد عبر إنشاء علامة تجارية جديدة: "دجاج اليوم."   تحول ولائي وولاء أسرتي نحو هذا المنتج بسرعة فائقة لعدم وجود بديل على الأقل يعلن مجيئه في ظل رتابة بعض المنافسين للدجاج لعرض وتسويق الدجاج المبرد.   واليوم أجد أن دجاج "اليوم" أصبح ضمن قائمة المشتريات الرئيسية التي ترسلها لي زوجتي.

بالنسبة للمستهلك: الولاء يفقدك بعض القيم الموجودة في السوق [ولو أنني أحسب نفسي مسوق بارع لكل ما أقتنيه أو أجربه على كل من حولي] إلا أنني أفضل اليوم عدم الولاء إلا للأفضل وأجد تفسير كلمة الأفضل في تغطية احتياجي أنا.

وبالنسبة للبائع: الإستمرارية بجودة عالية محددة،   ربما … وربما وقتها تستطيع امتلاك الولاء من زبائنك.

عن العمل وريادة الأعمال

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق

للأعضاء عام

بعض الأفكار لتحدّي النفس

أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح.

بعض الأفكار لتحدّي النفس
للأعضاء عام

بكم تعلن؟

أدردش مع أحد أصدقائي العزيزين قبل يومين، وأخبره أن معظم الناس - من ملاحظتي لهم - يُحبون قوائم الاقتراحات بكل أشكالها: اقتراحات القراءة، والمطاعم، وأماكن الترفيه، وآخر الاكتشافات المنزوية. وكلما كانت الاقتراحات شخصية وبسيطة، كلما كانت استجابة القرّاء لها أعلى. أحد أصدقائي من دولة البحرين، صور زيارته هو

بكم تعلن؟