تخطى الى المحتوى

تعودنا على التمبلة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

لي أكثر من صديق قد عاش القصة القصيرة التالية:

وضع ماله في صندوق استثماري في الأسهم أيام النكسة الأولى ، خسر معظم رأس ماله … حزن كثيراً … أمضى بضعة سنوات بعدها يُسدد ما تدينه من مال لهذا الإستثمار.

ليست المشكلة في هذه القصة، فكل الشعب قد واجه نفس الأحداث باختلاف الظروف، كل المشكلة في القصة التالية:

عام ٢٠١٥:

انتهى من سداد ما تدينه في النكسة الأولى.

ولوجود فرصة استثمارية ذهبية حقيقية هذه الأيام، قرر أن يتدين مرة أخرى ليضع كل ماله في سوق الأسهم.

والنتيجة: خسارة أُخرى تنزع ثلاثة أرباع ماله … ليعود مرة أخرى في مرحلة تقسيط جديدة.

ولأكون واقعياً … هذه لم تكن مشكلة أكثر من خمسة أشخاص أعرفهم بصفة شخصية، بل هي مشكلة الشعب ومعظم من له علاقة بسوق الأسهم.

المشكلة أننا لا نُريد المزيد من العمل والأفكار والتفكير بل نريد المزيد من عدمه، حتى وإن قادنا هذا الأمر إلى الخسارة مرة أو مرتين أو عشرة، لأننا نفضل (وأنا على رأسهم) “التمبلة” كما يقول الوصف الدارج عوضاً عن العمل الحقيقي.

التمبلة … هي إيقاف العقل بدلاً من إحيائه، وهو الخمول الجسدي والفكري المستمر دون تعاطف مع الواقع.

أي شخص يمكن أن يضع أمواله في الأسهم، لكن ليس كل شخص يريد أن يعمل عمل حقيقي، أو ليستثمر استثمار حقيقي.

لي صديق علمني أن المحاولة المستمرة قد تكون مبرراً لنا ذات يوم … أننا حاولنا ولم نوفق.

نحاول ونفكر ونستمر في العمل لعلنا ننجح ذات يوم وعند النجاح ربما نحصل على المال إن كان هو الهدف الحقيقي والأوحد.

ليس من يعمل كمن لا يعمل، وليس من يفكر كما لم يفكر.

الأسهم ليست محاولة والتمبلة ليست محاولة!

عن العمل وريادة الأعمالقصص قصيرة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق

للأعضاء عام

بعض الأفكار لتحدّي النفس

أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح.

بعض الأفكار لتحدّي النفس
للأعضاء عام

بكم تعلن؟

أدردش مع أحد أصدقائي العزيزين قبل يومين، وأخبره أن معظم الناس - من ملاحظتي لهم - يُحبون قوائم الاقتراحات بكل أشكالها: اقتراحات القراءة، والمطاعم، وأماكن الترفيه، وآخر الاكتشافات المنزوية. وكلما كانت الاقتراحات شخصية وبسيطة، كلما كانت استجابة القرّاء لها أعلى. أحد أصدقائي من دولة البحرين، صور زيارته هو

بكم تعلن؟