تعودنا على التمبلة
لي أكثر من صديق قد عاش القصة القصيرة التالية:
وضع ماله في صندوق استثماري في الأسهم أيام النكسة الأولى ، خسر معظم رأس ماله … حزن كثيراً … أمضى بضعة سنوات بعدها يُسدد ما تدينه من مال لهذا الإستثمار.
ليست المشكلة في هذه القصة، فكل الشعب قد واجه نفس الأحداث باختلاف الظروف، كل المشكلة في القصة التالية:
عام ٢٠١٥:
انتهى من سداد ما تدينه في النكسة الأولى.
ولوجود فرصة استثمارية ذهبية حقيقية هذه الأيام، قرر أن يتدين مرة أخرى ليضع كل ماله في سوق الأسهم.
والنتيجة: خسارة أُخرى تنزع ثلاثة أرباع ماله … ليعود مرة أخرى في مرحلة تقسيط جديدة.
ولأكون واقعياً … هذه لم تكن مشكلة أكثر من خمسة أشخاص أعرفهم بصفة شخصية، بل هي مشكلة الشعب ومعظم من له علاقة بسوق الأسهم.
المشكلة أننا لا نُريد المزيد من العمل والأفكار والتفكير بل نريد المزيد من عدمه، حتى وإن قادنا هذا الأمر إلى الخسارة مرة أو مرتين أو عشرة، لأننا نفضل (وأنا على رأسهم) “التمبلة” كما يقول الوصف الدارج عوضاً عن العمل الحقيقي.
التمبلة … هي إيقاف العقل بدلاً من إحيائه، وهو الخمول الجسدي والفكري المستمر دون تعاطف مع الواقع.
أي شخص يمكن أن يضع أمواله في الأسهم، لكن ليس كل شخص يريد أن يعمل عمل حقيقي، أو ليستثمر استثمار حقيقي.
لي صديق علمني أن المحاولة المستمرة قد تكون مبرراً لنا ذات يوم … أننا حاولنا ولم نوفق.
نحاول ونفكر ونستمر في العمل لعلنا ننجح ذات يوم وعند النجاح ربما نحصل على المال إن كان هو الهدف الحقيقي والأوحد.
ليس من يعمل كمن لا يعمل، وليس من يفكر كما لم يفكر.
الأسهم ليست محاولة والتمبلة ليست محاولة!
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.