تخطى الى المحتوى

تيم كوك ... آبل ...والمثليين!

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

Gay

أعلن تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل قبل فترة عن ميوله المثلية، وعن فخره بهذا الأمر … وبأنها بالتأكيد إحدى نعم الله عليه في هذه الحياة.

لا أسعى أن أرتدي في هذه المقالة قبعة الحاكم أو الإنسان العربي المسلم لأحكم على شخصه وعلى قناعاته، فلستُ بالتأكيد أهلاً لذلك ولا أسعى أن ألعب هذا الدور على كل حال.

تحدثت في مقالة سابقة عن أن الولاء لشركة آبل مضيعة للوقت، ولعلي أجلب الآن فقرة واحدة لها علاقة بموضوع اليوم وهي عن الآيفون C:

“آيفون C بألوانه التي تُخالف استراتيجية ستيف جوبز في التصميم! … كم شخص تعرفه كان قد اشترى هذا الجهاز؟ لستُ مصمماً … لكنني زبون أدعي الحيادية، وأزعم أنني دون امتلاك أي معلومات داخلية قد استطيع تقييم المنتجات، وأزعم أيضاً أنني اطلعت عن كثب على استراتيجية ستيف جوبز في التسويق والتصميم، وبالتأكيد آيفون C مخالف تماماً لاستراتيجية ستيف جوبز وآبل”.

عندما حاول صديقي العزيز محمد غُزي إقناعي أن آيفون C ما هو إلا تأكيداً على مثلية تيم كوك، وأنها مبادرة استراتيجية تعلن فيها آبل (وتيم كوك) تعاطفها مع المثليين في العالم بتوفير عدة ألوان تمثل من خلالها علم المثلين الملون … لم أصدق ذلك.

ببساطة لأن أي شركة بحجم آبل لا يفترض لها أن تمتلك أي أجندة سياسية أو اجتماعية حساسة كهذا الأمر!

أدافع دوماً عن ستاربكس … ليس لأني بطبيعة الحال أُحب قهوتهم، لكن لأنني أحاول جاهداً بأن أكون حيادياً في الحكم على مثل هذه الأمور. فمن غير المعقول أن تخسر شركة مثل ستاربكس مليار مسلم لمجرد دعمها للصهاينة! ولا زلت مقتنعاً أن هذا الأمر ما هو إلا امتداد للإشاعات القديمة التي انتشرت مطلع الألفية، وبالمناسبة … صرحت الشركة في أكثر من مناسبة على موقعها بأنها لا تدعم أي جهات أو أحزاب سياسية. وهذا لا يعني بالطبع عدم تأكدي من دعم هاورد شيلتز (الرئيس التنفيذي لستاربكس) لأي جهة أو حزب بصفة شخصية، لكن أذّكِر هنا أنني لا أسعى أن ألبس قبعة الحاكم، وفي نهاية الأمر لم يصرح هاورد بذلك، ولم يستغل هذا الأمر بتمريره من خلال عمله في ستاربكس.

يوجد قوائم مالية … وتوجد استراتيجيات تسويقية واضحة لا يمكن لأي فرد التلاعب بها بسهولة على مستوى شركتي آبل وستاربكس. لكن لعلي أزعم نجاح تيم كوك في هذا الأمر … فقد ربط ميوله الشخصية بدعم مجتمع المثليين عبر منتج الآيفون C إضافةً إلى التصريح الرسمي كما قلنا في البداية.

استفاد تيم كوك من زخم وإنجازات ستيف جوبز التي لا زالت في أعلاها حتى بعد موته منذ أكثر من ثلاثة سنوات، وأرى أن تيم لم يحترم الإختلافات الدينية والعرقية الكبيرة في المجتعات التي تتعامل مع آبل.

ماذا أُريد أن أرسل للناس عندما أخرج بتصريح يقول مثلاً: ” أنا من المتصوفين … وأفتخر بذلك، وأجدها أحد أكبر نعم الله علي” أمام مجتمع عربي معروف باختلافاته الطائفية الكبيرة! هل أقصد أن غير المتصوفين لا يعيشون في نعمة؟ أم أريد أن أقول: لا يهمني من أنتم أو من أي بيئة أتيتم بل الأهم أنني فخور.  ثم ما شأن الآخرين أصلا بذلك؟ هذا هو السؤال الذي كُنت أريد أن أطرحه أمام تيم كوك.

لم يوفق أبداً السيد تيم في خلط أموره الشخصية بالشركة التي أصبحت جزئاً لا يتجزاً من حياة معظم سكان العالم، وكم يضايقني استغلال هذا الأمر على حساب شهرة الآخرين. بل واستغلاله  بشكل غير مباشر أمام زبائن الشركة من خلال أحد أهم منتجاتها. أين مجلس الإدارة؟ أين ورثة ستيف جوبز؟ … بل أين الإعلام الأمريكي القاسي في هذه الأمور!

وعلى الصعيد العملي … لا أريد هنا أن أعيد وأكرر ما قلته في المقالة السابقة بأن آبل لم تخرج بأي شيء جديد بعد وفاة ستيف جوبز، ولا أرى أي فرصة حقيقية أمام آبل في ظل وجود الإدارة الحالية على المدى البعيد.

وأخيراً … أحب أجهزة كمبيوتر آبل كثيراً (بل لا يمكنني أن أستغني عنها في الوقت الحالي) لكنني بالتأكيد لا أملك الولاء لهم، ولعل هذا التصرف الغريب من تيم كوم زاد الطين بلة.

(*) مصدر الصورة: صفحة آريانا هافينجتون على الفيسبوك.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول