ثقافة الألقاب وتصديقها
سعادة … معالي … المهندس… الدكتور … فلان.
إضافةً لدروع التكريم، لا تأخذ ذلك الحييز الكبير من اهتمام مجتمع الأعمال الغربي.
ثقافة الألقاب والتكريمات التي أصبحت تشغل الجانب الاكبر من جدول الإحتفالات والإجتماعات -التي تفترض العملية والإنجاز في مجملها- تم اختراعها وتقسيمها وترسيخ أهمية وجودها في عقولنا نحن العرب، لنعيش تحت بعض الأقنعة التي تغطي العيوب.
كثيراً ما ينادونني في الإجتماعات بالمهندس أحمد! ، لا أعرف السبب حقيقةً، لكن اعتقد أن مصادفة وجود بعض المتخرجين من كلية الهندسة لأحد الجامعات في الإجتماع، أدى لهذه « اللخبطة ».
لست ضد الألقاب عموماً (باشتراط عدم استخدامها في التواصلات الفردية أو في غير أماكنها) لكن كل ما أخشاه، أن تصل بنا هذه الثقافة لتأخذ بنا إلى مراتب لا نستحقها فنعيش تلك الكذبة ونصدقها.
علمت مؤخراً أن كلاً من: ستيفن كوفي وجون ماكسويل وواين داير وغيرهم الكثير من رواد القيادة وتطوير الذات على مستوى العالم يحملون شهادات دكتوراة! ، طبعاً ليس بإمكاني معرفة هذه المعلومة إن كانوا كلهم لا يضيفون حرف ال « د »قبل أسمائهم على مؤلفاتهم ولقاءاتهم التلفزيونية.
في الحقيقة … لا تُنكر المجتمعات الغربية هذه الألقاب والتكريمات، لكن حدود استخدامها ضيقة جداً، حتى اصبحت تلفتني أحياناً لندرتها عند حضوري لبعض المناسبات، أو قرائتها في بطاقة تعريف ما.
وقد سُئل المرحوم غازي القصيبي عن عدم وضعه لحرف ال « د »قبل إسمه على مؤلفاته، فأجاب: « لا أريد أن أخلق حاجزاً بيني وبين القارئ ».
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.