تخطى الى المحتوى

ثقافة الألقاب وتصديقها

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

سعادة … معالي … المهندس… الدكتور … فلان.
إضافةً لدروع التكريم، لا تأخذ ذلك الحييز الكبير من اهتمام مجتمع الأعمال الغربي.
ثقافة الألقاب والتكريمات التي أصبحت تشغل الجانب الاكبر من جدول الإحتفالات والإجتماعات -التي تفترض العملية والإنجاز في مجملها- تم اختراعها وتقسيمها وترسيخ أهمية وجودها في عقولنا نحن العرب، لنعيش تحت بعض الأقنعة التي تغطي العيوب.
كثيراً ما ينادونني في الإجتماعات بالمهندس أحمد! ، لا أعرف السبب حقيقةً، لكن اعتقد أن مصادفة وجود بعض المتخرجين من كلية الهندسة لأحد الجامعات في الإجتماع، أدى لهذه « اللخبطة ».
لست ضد الألقاب عموماً (باشتراط عدم استخدامها في التواصلات الفردية أو في غير أماكنها) لكن كل ما أخشاه، أن تصل بنا هذه الثقافة لتأخذ بنا إلى مراتب لا نستحقها فنعيش تلك الكذبة ونصدقها.
علمت مؤخراً أن كلاً من: ستيفن كوفي وجون ماكسويل وواين داير وغيرهم الكثير من رواد القيادة وتطوير الذات على مستوى العالم يحملون شهادات دكتوراة! ، طبعاً ليس بإمكاني معرفة هذه المعلومة إن كانوا كلهم لا يضيفون حرف ال  « د »قبل أسمائهم على مؤلفاتهم ولقاءاتهم التلفزيونية.
في الحقيقة … لا تُنكر المجتمعات الغربية هذه الألقاب والتكريمات، لكن حدود استخدامها ضيقة جداً، حتى اصبحت تلفتني أحياناً لندرتها عند حضوري لبعض المناسبات، أو قرائتها في بطاقة تعريف ما.
وقد سُئل المرحوم غازي القصيبي عن عدم وضعه لحرف ال « د »قبل إسمه على مؤلفاته، فأجاب: « لا أريد أن أخلق حاجزاً بيني وبين القارئ ».

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول