ح و ج ن - H W J N
بطبيعة الحال … سقف التوقعات ينخفض كثيراً عند استلامك لأي كتاب أو مادة قابلة للقراءة مكتوبة من قبل أحد الأصدقاء ، لعل العلاقة الشخصية هي من تصور هذه التوقعات وخصوصاً إن كنت من المقربين نسبياً للكاتب ، فأنت تعلم خلفيته ومخزونه الثقافي حتى وإن لم يصفح عن بعض المعتقدات التي يمتلكها.
أعرف إبراهيم عباس منذ عام ٢٠٠٦م ، وأعتبره بكل فخر أحد الأصدقاء المقربين ، عشت معه فترات وإن كانت متباعدة أجزم أنها من الفترات التي أضافت لي الكثير ، فكنت يوماً ما زميلاً له ، ثم أصبح هو أحد عملائي ، ولا يربطني به الآن وفي هذه الأيام سوى الأخوة والشغف.
أصبحت استمتع بلقاءه كل مرة أكثر من التي قبلها ، ليأخذني في عالمه الخاص … عالم الخيال العلمي والفنتازيا ، وكل عوالم الرسوم المتحركة التي تربينا عليها.
تكرم علي البارحة بتواضعه المعهود ، وفاجئني بزيارته لي في المكتب ليسلمني نسختي من رواية “حوجن” التي كنت أترقبها بكل شغف منذ فترة. بدأت بعد خروجه بقراءة بعض الصفحات ، ولأنهي الرواية بشكل كامل قبل آذان الفجر.
لن أبالغ إن قلت أن حجم الأحاسيس التي تخالطت علي البارحة كان أكبر مما توقعت ، فقد اصُطحبت ليلتي بأحداث الرواية المثيرة إلى العالم الآخر (عالم الجن) عالم الخيال اللامحدود. لم أكن اتوقع في يوماً من الأيام أن أحداً من أبناء بلدي كان من الممكن أن يخوض مثل هذه المغامرة ويكتب بهذه التفاصيل الغريبة عن العالم الآخر ليصوره عبر “رواية” لتكون فيما بعد ذات تأثير واضح على القارئ.
بمجرد قراءة الرواية … آمنت أكثر من قبل أن الترفيه بعمومه من أهم الأساسات التي تصنع ثقافة المجتمع وحضاراته.
لا يمكن لنا الوصول لهم دون وجود تلك الثقافة الترفيهية التي أوجدت حوجن … ولا يمكن لنا خلق ذلك الإبداع الذي لا طالما نتباكى لفقدانه عند شبابنا ونحن من يحول دون خلقه. حقيقةً كل ما كنت أخشاه أن يستلم الرواية أحد المتشددين (فكراياً أو دينياً) ليغير سير الإنطباعات نحوها إلى السلبية غير المبررة.
تحية من القلب للصديق إبراهيم عباس … وكلي شغف أن أرى روايته القادمة ، ومنتجات المبدعين أمثاله من أبناء بلدي.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.