تخطى الى المحتوى

خدمة خمسة نجوم

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

عدت اليوم لاسطنبول، بعد أن قضيت فترة من إجازتي في مدينة بورصة.
قررت وعائلتي وتحديداً والدي بتغيير فندق الإقامة أكثر من مرتين هنا في تكسيم – أحد أهم المناطق الترفيهية في اسطنبول – والسبب يعود تحديداً لسوء خدمة الفنادق، للدرجة التي جعلتنا مرتين نحزم امتعتنا محاولين الهروب من سوء الفندق واستياء الإقامة لمكان آخر علنا نجد خدمة لا بأس يمكن بها على الأقل «  تمشية الحال».
استقرينا أخيراً في أحد الفنادق المصنفة ضمن فئة خمسة نجوم … وضعنا الأمتعة في غرفة الفندق وقررت وعائلتي صرف بعض الوقت لأخذ غفوة قصيرة، لنستكمل بعدها الفعاليات المرسومة لبقية اليوم.
تفاجئت عند استقراري بغرفة الفندق بتعطل تكييف الغرفة، مما استدعاني لمكالمة خدمة الغرف مراراً وتكراراً لإصلاح العطل، وبعد ابداء بعض الإنفعال والتضجر تم حل المشكلة أخيراً.
شاهدي يكمن عندما زرت الموقع الإلكتروني الذي حجزت من خلاله الفندق، لأتفاجئ بكم هائل من التعليقات السلبية على نفس فندق الخمسة نجوم الذي نقيم فيه وبكل أسف أحسب ذلك الخطء مسؤليتي بعدم التأكد من آراء الضيوف السابقين حول هذا الفندق قبل القيام بالحجز فيه، عموماً، كانت معظم التعليقات تتحدث عن سوء التكييف وخدمة الموظفين فيه.
تحدثت مع مدير الإستقبال أثناء انتظاري لمحاولة الإصلاح بصيغة ودية أعبر بها عن استيائي من الخدمة المفترضة من الخمسة نجوم، إضافةً لتعليق العدد الكبير من الزوار السابقين حول إهمال بعض موظفين الفندق، ليجيب على تساؤلي بعد نفسٍ طويل بما يلي:
« في الحقيقة، توجد لدينا مشكلة عمل كبيرة في تركيا، وقد قمنا مؤخراً بعدة مظاهرات ضد الوضع العام السيء للرواتب والمعيشة، وربما قد رأيت تظاهرات البارحة من قبل موظفين الكهرباء عن نفس الموضوع بالقرب من شارع الإستقلال، عموماً نواجه مرحلة انتقاليا، ونتمنى أن تنتهي بأقل الأضرار، ولعلها السبب الأهم أو الوحيد لمثل هذا التضجر من العمل اليومي لكل الأفراد في المدينة ».
أعلق على هذا الوضع (رغم عدم إلمامي بجميع الظروف الخفية) أن تركيا تعتبر الآن من أهم محطات السياحة العربية والعالمية، واعتقد أن الوضع الحالي (بعد صرف الأموال والجهود والأوقات) التي بُذلت لتصل بهذه الدولة العظيمة لمصافي الدول يجب أن يتم أن التعامل معه بحذر شديد من قبل الأفراد قبل الحكومة، وهنا اعتبر رضى الضيوف بشكل عام يعد من أهم تلك المعايير التي تؤخذ بعين الإعتبار قبل غيرها.
فضيف اليوم … رزق الغد.

شؤون اجتماعيةقصص قصيرة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

مشهد من مشاهد الله (في تأمل فرعون وجنوده)

مقالة ضيف

مشهد من مشاهد الله (في تأمل فرعون وجنوده)
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟