تخطى الى المحتوى

داروين سميث - Darwin Smith

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

كان الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة كيمبيرلي كلارك – (Kimberly-Clark) منذ عام ١٩٧١ وحتى عام ١٩٩١

توفي عام ١٩٩٥ عن عمر يناهز الـ٧٠ عاماً

حول مبيعات الشركة السنوية من ١ مليار دولار لتتجاوز الـ ٧ مليارات خلال فترة رئاسته.

ويحكى أحد رفاقه عن فترة مزاملته في الجامعة: «  كان داروين يعمل صباحاً ليتمكن من العيش ودفع مصاريف دراسته التي كان مواظباً عليها في الليل».

فقد أحد أصابع يديه أثناء عمله وكانت المفاجئة عندما أصر على ذهابه ليومه الدراسي ليلاً، وقد أكمل يومه وحياته بشكل طبيعي دون أن يعطي مجالاً لأحد بالعطف على حالته الصحية.

استمرت حياته بين العمل والدراسة حتى استلم بعثتة لإكمال رسالة الدكتوراة في جامعة هارفرد … وعند إكماله مسيرته التعليمية وتعيينه رسمياً الرئيس التنفيذي لكيمبرلي كلارك، أبلغه طبيبه أنه مصاب بمرض السرطان وسيكون محظوظاً إن تمكن من العيش سنة أخرى…

في اليوم التالي طلب إجتماعاً مع أعضاء مجلس إدارة الشركة ليبلغهم بمرضه، وقد قال فور انتهائه من إذاعة الخبر: « من الواضح للجميع أنني لم أمُت بعد، سوف أتابع عملي كالمعتاد دون أي تقاعس أو تقصير، وفي الحقيقة ليس لدي أي نية للموت في أي وقت قريب »

وكانت المفاجئة الكبرى بأن داروين إزداد حماسه والتزامه بالعمل وأصبح أكثر حيوية ونشاط، لينقل الشركة إلى نجاحات غير متوقعة رغم المرض… فقد استحوذت شركته على كلاً من شركتي«  كلينيكس»و « هجيز »خلال السنوات التالية.

ويقول جيم كولينز في كتابه (Good to Great): « كل من استثمر أمواله في أسهم شركة كيمبرلي كلارك خلال فترة رئاسة داروين حتماً قد أصبح من الأغنياء »

و أضاف:«  كانت الصاعقة عندما علم الجميع باختفاء السرطان من جسده ليعيش بعد ذلك ٢٥ سنة، ٢٠ منها كانت فترة رئاسته للشركة، يمكنك القول أن شجاعته هي السبب، الحظ هو السبب، الجينات هي السبب .. لكن لا يمكنك إغفال أن رجلاً بمثل هذه الصلابة ، لن يستسلم بسهولة للسرطان»

وتحكي زوجته أنه في أحد الأيام كان جالساً معها في المنزل وقال بشكل مباغت: « أتعلمين ماهو أكبر درس تعلمته في حربي مع السرطان؟ ..  أنك لو اكتشفتي وجوده في يدك فعليك آن تتشجعي وتقطعي يدكِ  فوراً ودون تردد، وتكملي حياتك بشكل طبيعي »

«اشتهر كثيراً بأجوبته الغريبة للصحفيين، وحيث كان يُسأل دائما ً عن سر نجاح الشركة فيقول: “كل الفضل للموظفين والمدراء وعملاء الشركة فقط  »

مقالات عن الانتاجيةمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
للأعضاء عام

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا

قرأت من تدوينة مورجان هوسل: وصف أحد مدربي البيسبول الأثلاث الثلاثة للرياضيين: عند التدريب، يجب أن تشعر أن ثلث أيامك في حالة جيدة، والثلث الثاني يجب أن تشعر بالراحة، والثلث الأخير يجب أن تشعر فيهم بالضغط. هذا روتين جيد ومتوازن. يحدث ذلك عندما تعلم أنك تضغط على نفسك، ولكن ليس

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا