تخطى الى المحتوى

رتب غرفتك

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

لا أعلم عن حال الجميع، لكن تعلّمت أن ترتيب المكان الذي نقضي فيه أوقاتًا طويلة مهمًا أكثر مما نتخيل. في المنزل، وبعد أن انتقلت للعيش مع والدتي قمت بتحويل أحد الصالونات بإذنها (والتي كانت مخصصة ربما للنساء) إلى غرفة مكتب، وضعت فيها كنبتين، طاولة مكتب للعمل، وعدة دواليب من بيتي القديم للكُتب، ولوحات قديمة علّقتها أخيرًا بعد أن كُنت أسأل نفسي منذ أن اشتريتها عام ٢٠١٤م «متى سأقوم بتعليقها؟».

كانت ما نسبته ٣٠٪ من الكُتب (التي جلبتها معي من أمريكا وبقايا من مكتبي السابق الخاص بالعمل) مرمية على الأرض منذ فترة طويلة لعدم وجود رفوف إضافية تحتويها، تشجّعت واشتريت دولابين من أمازون السعودية بسعر جيد جدًا. وعندما وصلوا ركّبتهم زوجتي وقررت أن أُشتري معهم إضاءة أرضية لأضعها بجانب كرسي «الليزي بوي» لأتمكّن من القراءة والنور الأصفر منصب مباشرة على الكتاب. خصوصًا إنني من المدرسة التي تؤمن أن الإضاءة الساطعة البيضاء فترة المساء غير صحية على الجسد والعيون على المدى الطويل.

اشتريت أيضًا بسعر جيد دولابًا حلزوني (إن صح الوصف) صغير قرّبته من الكرسي المذكور؛ وهو خاص بالكُتب التي أضعها فيها وأود قراءتها في الأيام القادمة. لتُصبح جلستي في الغرفة على المكتب صباحًا خاصة بالكتابة ومساءً على الليزي بوي مهيأة للقراءة، بمجرد أن أجلس على الكرسي أقوم بمد يدي وآخذ الكتاب الذي أقرأه حاليًا، وأنسى نفسي بين السطور.

تفاجأت من تأثير الضوء المُسلّط على الكتاب في تجربة القراءة، الرؤية والأسطر أصبحت واضحة خصوصًا مع ارتدائي نظارات طبية، وصرت أتحمّس كل يوم للعودة وقضاء ساعات القراءة في الغرفة. التجربة تغيرت للأفضل.

وجود تلفزيون مع «آبل تي ڤي» في نفس الغرفة، شجعني على الانضباط بممارسة رياضتي الصباحية في ظِل وجود مساحات فارغة في المنتصف أكبر الآن، وقد قررت عدم الاشتراك في النادي مع وجود برنامج Fitness+.

شكل الغرفة عندما أصبح مرتبًا بنسبة ٩٥٪ عمّا كانت عليه أشعرني بارتياح غريب كلما دخلتها. تحوّلت فجأة إلى صومعة وصديقة حقيقية. مصدرًا للإلهام، ومصنعًا (لمحاولات) الإبداع. كل شيء في مكانه.. المكتب، والمكتبة ومعدات الرياضة، واللوحات كلها معلّقة، وإضاءة وكرسي مريح وكنبتين للضيوف الصغيرات الذين يأتون طيلة الوقت. شعرت بسبب الغرفة أن حياتي كلها أصبحت أكثر تناسقًا بصراحة. قررت أن أقوم بنفس الشيء في غرفة مكتبي في العمل، لعل الحال هناك يكون أكثر جاذبية للمزيد من الإنتاج.

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها