زبائن الماضي ، وزبائن الحاضر
قبل ٥٠٠ سنة كانت يوجد ٢٠٠ منتج تقريباً يباع في الأسواق الأمريكية ، وكانت نيويورك هي السوق الأكبر الذي يشمل كل هذه المنتجات ، آن ذاك.
وتشير بعض الإحصائيات الآن إلى وجود أكثر من ١٠ مليار منتج بأصناف مختلفة داخل مدينة نيويورك فقط!
بطبيعة الحال ، لا يمكن مقارنة سلوك المستهلك في تلك الفترة مع مستهلك هذه الأيام ، لكن أصبح واضحاً جداً أن مزاحمة العامة والمستهلكين عموماً بوضع الإعلانات لبيع منتجات « عادية » لا يفي بالغرض! ، فلو اطلعنا على حياة المستهلك اليومية لوجدت ببساطة تعرضه لآلف الإعلانات والمنتجات بشكل كبير خلال يوم روتيني عادي ، عبر ألف وسيلة ووسيلة (الراديو ، اللوحات الإعلانية ،الهواتف الذكية ، قنوات التواصل الإجتماعي وغيرها).
في عام ٢٠٠٧ قررت شركة أمازون التوقف عن صرف ميزانية الدعاية والإعلان والتي كانت تقدر بـ٢٥ مليون دولار على إعلاناتها في الطرق والمجلات والقنوات المختلف ، لتخصص نفس هذه الميزانية بالتعاقد مع شركات الشحن مثل فيديكس ودي إتش إل وغيرها ، إضافةً للإستثمار في المنتجات التي تباع عبر موقعهم ، متوقفين بذلك عن إزعاج العملاء في الطرقات واستئجار المساحات الإعلانية ، لتكون الخطوة التالية عبارة عن إعلان وضع في موقعهم تقول …
“الشحن مجاني – Free shipping”
ليكون استثمار هذه الميزانية الإعلانية في العملاء نفسهم ، محاولين كسب الولاء وصنع خدمات “غير عادية”. لا أعتقد أن أي محاولات مكثفة لتسويق منتجات “عادية” سيكون مفيداً على المدى البعيد. فأذكر مثلاً عدة مطاعم موجودة لدينا في مدينة جدة كانت قد تم افتتاحها بمصاحبة إعلانات صاخبة ، ليكون الإزدحام بدايةً من بعض الأقارب وبعض محبي تجربة ماهو جديد ، لينتهي ذلك الصخب بمجرد اكتشاف الأغلبية أن منتجات المطعم أو المحلات “عادية” .
إذاً … قد تكون هنا الدعوة لمحاولة صنع خدمات ومنتجات “استثنائية” تماماً ، مع محاولة التسويق عبر تسخير جميع المقومات لخدمة العميل والعميل فقط.
المصادر:
Book: One click, the rise of amazone and Jeff Bezos
Book: Meat Ball Sandae + We are all wierd , Seth Godin
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.