عدوى الوعي - قلي من ستصاحب أقل لك ماذا ستكون
سألت صديقي العزيز الملحن ممدوح سيف ذات يوم عن مفهوم « الوعي »، وماذا يقُصد بوصف الشخص الفلاني انه شخص واعي؟ وذلك لولع (طيب القلب) بالقرائة والتبحر حول هذه المفاهيم وغيرها من مفاهيم طاقة المكان والإنسان.
لا أُنكر أن سؤالي كان يحمل بعضاً من السخرية (البريئة) والتي كنت أحاول فيها « التحذلق » بعد إنتهائه من تعريف الوعي. وفي الحقيقة ، كان وصفه لطيفاً بعكس ماتصورت …
– حسناً لنأخذ على سبيل المثال مايلي…اتعرف المرحوم السيد خالد بن محفوظ؟ (مؤسس ومدير عام البنك الأهلي سابقا) .
– نعم
– الم تتسآل كيف استطاع المرحوم تأسيس هذا الصرح المالي الضخم؟ ، وأيضاً ألم يخطر ببالك أن بعض من يعمل لديه من الموظفين قد تجاوزوه بمراحل علمية وشهادات تخصصية ، ورغم ذلك يظل القرار قراره النهائي! ، وبطبيعة الحال معظمها قد تكون هي القرارات الصحيحة .. وأصحاب الشهادات لا يملكون إلا إبداء الآراء وتفيذ القرارات!
– صحيح ، وقد ارتسم بذهني لحظتها هذا التفسير ، أن الشخص الواعي هوا من يرى ما لا يراه الآخرون .. أو .. من يستوعب الفعاليات التي تحدث حوله أكثر من غيره.
وكان هذا الوصف يتقاطع بشكل أو بآخر لوصف صديقي وابن العمة الكريم أكرم جمل الليل والذي بدوره يتحفني بمثل هذه التعريفات من وقت لآخر (وأيضاً لولعه الشديد بمواضيع الطاقة والوعي عموماً) ، ليقول لي بوصفه للوعي:
– تعرف دلور؟ (سائق عمتي القديم)
– نعم
– قال مثلاً … عندما أقود سيارتي برفقة دلور ، واضغط على مكابح السيارة بشكل قوي قليلاً ، اجد قمة الهلع والخوف عليه من … لا شيء.
– حسناً ؟؟؟
– لا يستوعب العزيز دلور أن هذه الضغطة على المكابح مجرد ضغطة أقوى من المعتاد لا أكثر وعنصر المفاجئة هنا كبير لدرجة مضحكة نوعاً ما ، واعتقد أن هذه الحالة تمثل نقصاً فالوعي (على الأقل فيما يتعلق بقيادة السيارة). فنقص الوعي يؤدي لمثل هذه النتائج!
احتجت لنسبة كبيرة (وعميقة) من فهم طرحه ولكن أعتقد أنني توصلت لما يريد أن يوصِل إلي ..
عموماً ، حاولت أن آخذ موضوع الوعي من منظور « مال و أعمال » ووجدت أن الوعي كالعدوى بين ناشريه ومستقبليه وبعد متابعة نفسي وبعض من حولي ، أجد التأثر الواضح بالشخصيات المحيطة بشكل لا يمكن إنكاره.
وقد اعترفت زوجتي يوماً من الأيام بأن تأثيري كان كبيراً على حياتها واهتماماتها ، وحتى نوعية الأطعمة الفضلة لها قد تغيرت!
وقد رأت نفس الشيء قد تحقق مع أشخاص آخرين.
ولأجد بكل صراحة أن اختيار الأشخاص الناضجين والواعيين سيعُديك مع الوقت ، ولا أنكر حرصي الشديد مؤخراً على مرافقة من هم أكثر مني وعياً وفكراً لأُصاب بالعدوى .. لأرتقي بنفسي وأعدي من حولي بعدها.
« قل لي من تصاحب أقل لك من أنت »
أو
قل لي من ستصاحب وأقل لك ماذا ستكون !
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.