تخطى الى المحتوى

عن التعامل مع أصحاب الشخصيات القوية

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

حينما يقوم صاحب الشخصية القوية بمهاجمتك، ستتجه عفوياً إلى طور الدفاع عن نفسك، وهنا الخطأ.

عندما يشعر الإنسان بالخطر، ستقوده غريزته للهروب. وفي الحقيقة، ليس الهروب دوماً هو الحل الأصح. خصوصاً أمام الشخصيات القوية. الدفاع مع الأسف هو الوسيلة الأسهل والأسرع للهروب من الهجوم الكلامي، لكنها ليست الأكثر فعّالية. محاولة هروبك من القرش، ستشجعه على إلتهامك!

أصحاب الشخصيات القوية (خصوصاً أصحاب الصوت العالي) اكتسبوا قوتهم – لا شعورياً – عندما مارسوا منذ صغرهم لعبة القوة مع الآخرين، ليجدوا أن ردة الفعل منهم دوماً هي «الدفاع الاستسلامي»، كأن يرُد المُهاجَم عليه: «والله لم أفعل ذلك! … آسف … أعتذر إلخ». وبمثل هذه الردود، استوعب صاحب الشخصية القوية أنه بغض النظر عن نتائج الهجوم، فهي طريقة فعّالة … على الأقل معظم الوقت!

عندما تُعطى الشخصية القوية المزيد من المساحة للضغط، فهي تستمر فيه. وتقود أحياناً لتصرفات يغلب عليها التمادي أكثر من البحث عن نتائج مقابل الهجوم. لا يمكن لك تدارك الموضوع في بعض الحالات الهجومية معها إن تركت الحبل. ويعزز هذا الأمر من ناحية أخرى إن كان صاحب الشخصية الهجومية يتمتع بشخصية عاطفية أيضاً، فستجد نفسك في وسط الموقف الصعب قد أُمطِرت بالتهزيء والكلمات الجارحة، وسينتهي أمرك في بعض الحالات بالاستلام التام إن كان المهاجم شخص عزيز عليك.

اقتراحين هنا:

الأول: أن تصمت. مع مراعاة استخدام لغة جسد تُشير إلى موقف القوة (الأخت منى العلوية أفضل المتخصصين في هذا الأمر حولنا).

الثاني: أن يكون الرد بنفس القوة، مع مراعاة أخذ النقاش إلى طريق الهدوء، وليس للتصعيد.

الأهم، عدم الاستسلام بالدفاع.

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

أنصت لما أفعله، وليس لما أقوله!

من يُنجز، يحق له أن يقول ما يشاء، ويجب أن نتذكّر بأن من حق الكل الوقوف والاعتراض.

أنصت لما أفعله، وليس لما أقوله!
للأعضاء عام

المتع الصغيرة في يوم مزدحم

لا تدور الحياة على المُتع بالطبع، إلا إنها لو اكتفت أن تكون حول ما نتوق إليه من أمور صغيرة، ستُصبح أكثر حماسًا؛ ولو عشرة بالمئة. جلسة القراءة المسائية، قهوة مع صديق، ساعة مشاهدة المسلسل بعد يوم طويل، أو كتابة القليل من الكلمات، كلها أمور تستحق أن يتطلّ

المتع الصغيرة في يوم مزدحم
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟