عندما تمل من القراءة
قراءة التعلم، قراءة البحث عن معلومة أو القراءة لمجرد التسلية. ألخص هنا جميع أغراض القراءات غير الأكاديمية وطبعاً قراءة القرآن الكريم.
يمل البعض من التجربة الأولى في قراءة أي كتاب، ويمل آخرين من المحتوى المكتوب وليس من التجربة عموماً. وكل أنواع الملل تساهم بشكل مباشر بتقليص ذلك الشغف الذي يعيشه معظم القراء النهمين خلال يومهم، فتجد معظم من يرتبط بعالم القراءة ينتسب لأحد الفريقين:
- قارئين درجة أولى (كتاب إلى خمسة كتب خلال الشهر).
- لا يقرأون (آخر كتاب كامل تم قرأته سنة …… ).
ومهما حاولت إقناع الفريق الثاني حول أهمية وقيمة القراءة في حياته، ستجد أن من النادر حدوث تغيير جذري فيما يتعلق بهذه العادة على الصعيد اليومي.
ومن تجربتي البسيطة، أجد أن عادة القراءة التي أصبحت ترافقني في كل الظروف كان لها خلفية ساهمت بتعلقي الشديد لقراءة أي مادة قابلة للقراءة خلال يومي العادي، إضافة للكتب الورقية والإلكترونية بطبيعة الحال، فقد ذكرت سابقاً أن كتاب حياة في الإدارة للمرحوم غازي القصيبي على سبيل المثال قد كان الشرارة التي أشعلت حبي للقراءة لتتحول من تجربة لعادة يومية لا تفارقني مهما كلفت الظروف.
وفي المقابل ربما قد أكون في زمان ومكان مختلف قد قرأت أحد الكتب المملة عن مواضيع أشد مللاً لتنتهي تجربة القراءة في ذلك اليوم دون أن أفتح أي كتاب مجدداً.
ورغم ولعي الشديد حقيقةً، فقد تصيبني حالات مستمرة من الملل تصاحب هذه العادة، وكنت أواجهها بنوع من تأنيب الضمير محاولاً إلزام نفسي بالإنتهاء من قراءة الكتاب بأي طريقة، وفي الحقيقة تعلمت مع الوقت أن هذا السلوك خاطئ تماماً وسيدفعني بطبيعة الحال لقتل هذه العادة الحميدة أو استبدالها بعادات سلبية أخرى (مشاهدة التلفزيون، ألعاب الفيديو جيم، إلخ).
ولكي لا أطيل في هذا الشأن، أود التطرق هنا لبعض الأساليب التي وجدتها في غاية العملية لتجنب الملل من هذه العادة والخروج بأفضل ما يمكن من القراءة اليومية:
- كتب الأعمال وتطوير الذات – How to books:
- ذكرت سابقاً أن الإسراف في شراء الكتب لا يعد إسرافاً في نظري، فسيأتي ذلك اليوم الذي تقرأ فيه كتاب كنت قد اشتريته منذ فترات طويلة، ولعلي هنا أدعوك للإسراف.
- ركز على العناوين التي تحبها فقط بدايةً، مع غض النظر عن سمعة الكتب الأخرى وحجم مبيعاتها.
- القراءة على السرير قبل النوم من أجمل لحظات اليوم بالنسبة لي.
- إياك أن تشعر بتأنيب الضمير عند قرائتك كتاب لا تستطيع إكماله، تجاوز صفحات الكتاب وأحصل على معلومة واحدة فقط، نعم كل ما تحتاجه معلومة واحدة فقط فهناك آلاف الكتب الأخرى بانتظارك.
- التنويع مفيد: إن كنت ترغب بالخروج عن المواضيع التي تقرأها عادةً، وهنا أستغل عادة هذا الشعور بالتوجه لكتب الخيال العلمي والروايات.
- إياك أن تتجاوز المقدمة والمدخل، ففيها كل ما يتعلق بنية الكاتب حول ما يريد إيصاله لك.
- إبدأ من الخلاصة عند نهاية الكتاب بعد الإنتهاء من المقدمة والمدخل.
- عند قرأتك لكتاب ما محاولاً البحث عن معلومة معينة، توجه للمعلومة مباشرة بعد الأخذ فعين الإعتبار النقطتين السابقة ثم أغلق الكتاب واتركه للزمن.
- تذكر: أن كتب الأعمال وتطوير الذات ليست مهيئة في العادة أن تكون سردية أو روائية، وإنما لتوثيق خبرة أو معلومة ما، لتستفيد منها لا أن تمل منها.
- الروايات والخيال العلمي:
- عند شعورك بالملل عند انتهائك من الصفحة العشرين، اترك الكتاب تماماً.
- تذكر: أن الروايات في معظمها لا تصنع مثقف، إنما كُتبت بغرض المتعة أولاً وتنمية الخيال ثانياً ، وقل ما تتوج بمعلومات قيّمة تضيف للقارئ من الناحية التثقيفية.
- أعتقد أن من المجدي التخطيط لتنظيم قراءة الروايات مع الكتب الأخرى [شخصياً، اقسم قراءاتي لهذا النحو: ٦٠٪ كتب أعمال ومعلومات، ٣٠٪ روايات، ١٠٪ كتب أخرى].
- قراءة المقالات:
- اشترك حالياً في أكثر من ١٣ مدونة ترسل لي بشكل يومي مقالات وأخبار (طازجة)، واعتمد في هذه النوعية من القراءة باستغلال أوقات الفراغ خلال اليوم بدل مراجعة فعاليات تويتر.
- استخدم برنامج القارئ (فيدلي – Feedly) كأحد التطبيقات المساعدة لفلترة المدونات اليومية دون تحمل عبئ استلامها عبر الإيميل الشخصي ومزاحمة الرسائل الأخرى (انصحكم بالإطلاع على مميزاته عبر زيارة موقعهم).
- اعتبر هذا النوع من القراءة محفز رئيسي لاستخدام هاتفي الذكي فيما يرتبط بمفهوم “الإستخدام الإيجابي للتقنية”.
- اعتبر قراءة المقالات بعمومها كتعويض رئيسي لتقصيري بقراءة الكتب اليومية.
عموماً، تظل عادة القراءة عبر الزمن من أهم المحركات التي تساهم بتغيير الذات إلى الأفضل، ولتني أستطيع زرع هذه العادة في كل من حولي.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.