تخطى الى المحتوى

عندما طلب تشيرشل من مساعدته أن ترتبط بشاب

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

في فترة رئاسته الثانية للوزراء في بريطانيا، تعرض ونستون تشيرشل للكثير من الضغط من محيطه ومن عدة أحزاب إضافةً إلى أبناء حزبه كي يستقيل من منصبه (رغم بطولاته القومية) بسبب كِبر سنه الذي تجاوز الثمانين.

تصادف مع تلك الأحداث تعيينه لمساعدة جميلة صغيرة السن، حسب أحداث ومشاهد مسلسل The Crown. كانت تلك المُساعدة منهمكة في مهامها لمساعدة تشيرشل، وكان واضحاً له حجم ولائها الكبير له، مما استدعاه بدفعها للتخفيف من هذه الجدية، عبر اقتراحه للتعرف على صديق أو الخروج والارتباط مع أحدهم.

وبعد عدة أيام عاد ليسألها: «هل وجدتي ذلك الشخص؟» … وأخبرتها المُساعدة أنها تعيش هذه الأيام مع أحدهم … شاب رائع وطموح يبلغ من العمر ٢٤ عاماً، اقتبست منه مقولة كانت مؤثرة جداً عليها – على حد تعبيرها – بتشجيع الشباب والوقوف بجانب الدولة، وأن الطموح شي مهم … وما إلى ذلك!

سكت تشيرشل للحظات! …. واستوعب أنه هو من كتب هذا الكلام منذ ستين عاماً تقريباً!

استوعب تشيرشل ربما أن كلماته ظلت ترافقه حتى الثمانين من عمره، واستوعب أن الأمر الذي كان يعيشه ليس أحلاماً واهية، وإنما حقيقة بل وقضية استمرت معه لستين سنة، لتتلقفها هذه الآنسة المُساعدة وتذّكِره بها الآن. وبعد عدة ثواني من الصمت والصدمة من ردها … شجعها أن تتعرف على إنسان حقيقي، وليس صديق ما من خلال كتاب ما!

ولكن مع الآسف … ماتت هذه المساعدة الصغيرة بوباء ألم بمدينة لندن، كان كفيلاً بتغيير الكثير من القرارات الوقائية التي كانت يجب تتخذ قبلها من قِبل تشيرشل.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول