تخطى الى المحتوى

عُمرٌ مضى مع الأرق (شعر)

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

أنشُر اليوم أحد الأبيات التي كتبتها منذ مدة.

كل محاولة شِعرية بصراحة تحمل معها تهكّمًا على الشعراء، فلا تغريني سوى مدرسة القصص والواقعية في الكتابة، ولا أرى إلا القليل من الشعراء هم من ساهموا بتغيير حياة شخصً ما في مكانِ ما في هذا العالم، أتذوق الشعر كقارئ وأهرب منه ككاتب.

ولذلك في كل لحظة من اللحظات التي تهفني نفسي على كتابة الشعر يكون في العادة قد سبقها إحدى النقاشات الحادة من الإخوة الأفاضل الذين يرون في الشِعر أهم أدبًا في التاريخ العربي (ولا أراه طبعًا كذلك)، ليعلّق آخر إنني ربما لم أفلًح فيه ولذلك أقوم بانتقاده، لينتهي صباح اليوم التالي بـ «والله لا أوريك».

أختار ألا أنشُر الأبيات، لاقتناعي كما قلنا بعدم إضافة الكثير لجعبة القارئ الكريم، ولمحاولتي رسم نبرة صوت محددة كان قد اعتادها مني القارئ الكريم المخلص.

أما اليوم سأستعير الاستثناء.. أُخرِج من الدُرج ما لم يُنشر؛ بدافع التعبير المنتظم عن الأفكار والمشاعر والذي عهده القارئ الكريم مني، على أمل الإضافة إلى حصيلته.

«عُمر مضى مع الأرق» هو شعرٌ يصف علاقتي المضطربة (أو التي أراها كذلك) مع النوم. فمنذ سنوات لا أمتلك سوى أهدافًا مستمرة قليلة في حياتي، أحدها دون شك هو محاولة الانضباط في الاستيقاظ المبكر والنوم المنتظم بشكلٍ عام، ومع كل محاولات.. يفوز الأرق.

عمرٌ مضى مع الأرق

أُغالب الليل حين يلاعبني … وأُلاعب الهم حين يغلبُني

أبحث في الخِواء وأتناسى … وأضيقٌ بكل هذا الظلام مع إنكاري

وحده الليل في عزائِه … كيوم يجتمع الأهالي في وداعي

يعزي المدعوون مودّعهم … وتعود الأعمالُ لتكون مرآتي

أرقٌ بين النيام أسكنه … وكأنني اخترت وسط الحياة مماتي

أرفقٌ بنفسي وأعود أُلاعبها … ليعود الهم يزاحم حرماني

إلهي إن كُنتُ قد اخترتني لنجواك … فأنا المتناسي المقصّر لأنعامي

إلهي لا حياة دون نجواك … ولا همٌ يبتعدُ ولا فرحٌ بفيضه يلقاني

دون نهارك لا أبحثٌ عن معاشٍ … ودون ليلك لا أود أن يكون سُباتي

فلكل ناسكٍ نجواه … وفي كل حالٍ من المحال أمنياتي

أبحث عن يومًا أو ودهرًا دون خِواء … ولا عُمرٌ يُعاش بين موتاتي

سكنت الليل حتى اختفى أثري … ويعود الأرق يبحث عن ليلاتي

فوالله سئمت وتألمت حاجةً … رُكِنت لمن يبحث عن زلّاتي

أمر مع غَلبتي على القادم من أيامي … ليأتي نومٌ حين يقوم أشباهي

أمر على كل عينٍ بعدها … لا أرى نفسي ولا أرى أمثالي

تلك حياتي يا سيدي تستيقظ حينًا … وتنامُ بعدها كل أحياني

عن الكتابة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

الكلاحة هي السلاح الأهم للكتابة (ملفات القرّاء ٩)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى إني كنت أول تعليق (😅 لزمة المنتديات قديمًا). لطالما استمتعت بنشراتك البريدية وبما تكتب (متى ما استطعت إيجاد اللحظة التي تجمع توفر الوقت وانتباهي لوصول نشرتك في صندوق البريد الإلكتروني المزدحم). في مختلف حياتي العمرية تأتيني فترات انشغل فيها بالقراءة فاشعر أن ذائقتي بالكتابة

الكلاحة هي السلاح الأهم للكتابة (ملفات القرّاء ٩)
للأعضاء عام

لو لم تكن كاتبًا ماذا ستكون؟ (ملفّات القرّاء ٨)

لو ما كنت كاتب إيش حتكون؟ صديقي العزيز عمران، سؤال لطيف. في الحقيقة لا أعلم. فكّرت في السابق أن أكون طيّارًا، لحبي للسفر، وأيضًا لاعتقادي أن هذه المهنة تملك مساحات مختلفة من أوقات الفراغ في الشهر، وستساعدني في موضوع الكتابة والقراءة. ولكن لأنني أصبحت آخر سنوات

لو لم تكن كاتبًا ماذا ستكون؟ (ملفّات القرّاء ٨)
للأعضاء عام

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)

مقدّمة: إن كُنت أحد سكّان مدينة جدة، أدعوك لحضور أمسية ثقافية يوم الاثنين (٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤م) بعنوان «الشعور بالانتماء ضرورة أم رفاهية؟». رابط التسجيل هنا. تنورونا. ننتقل إلى ملفّات القراء.. السلام عليكم، أشكرك أخي أحمد على إتاحة الفرصة لي، سؤالي كم ساعة تقرأ باليوم، وهل تقرأ كتاب

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)