تخطى الى المحتوى

قصة قصيرة: جحيم تصحيح الأوضاع - الجزء الثاني [الورقة بريال]

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

زار صديقنا العزيز سالم مقر تصحيح الأوضاع الجديد [خلف برج الفنجان] محاولاً تصحيح ما يمكن تصحيحه من أوضاع.  أخذ رقم الإنتظار الذي حكم على يومه بأن يقضيه بالإستماع لهموم زملائه مصحيحي الأوضاع، استقبل اتصالا من صديقه حسن ليسأله عن موعد لقائهم اليوم… قاطعه سالم وقال:
– ” حسن … رقمي ١٠٧ وقد وصل الرقم الآن ٩٠”
– حسن: ” ماذا أفعل لك؟”
– سالم: ” لا شيء كنت أود مشاركتك الفرحة فقط”.
انتظر سالم حتى حان دوره، ثم اتجه إلى شباك المراجعة ليباغته ضابط الجوازات بسؤاله: ” أين استمارة التسجيل؟ … إذهب للمكتب المجاور ستجدها هناك”.
ذهب سالم للمكتب المجاور ليجد أحد الإخوة [من الجنسيات المعروفة بحاجتها لتصحيح وضعها]، طلب منه استمارة التسجيل، ورد عليه الأخ الكريم: “بريال”.
“كل ورقة … استمارة … صورة … بريال، تبغا ورقتين اتنين ريال”.
أعطى سالم الأخ الكريم رياله الذي لا يستحقه حسب تحليله للوضع، ليعبئ الإستمارة ويكمل إجراءاته مع شباك الهم.
انتهى سالم من الإجراءات ليستلم وعداً بانتهاء معاملته قريباً.
خرج سالم من مقر التصحيح … ليلتقي بصديقه حسن [بعد أن نسق مع زوجته امكانية جلوسها مع ابنهم مهند].
وقد حكى له ما جرى معه في مقر الجوازات.
– حسن: ” أتعلم يا سالم … لدي فكرة”
– سالم: ” أطربني”
– حسن: “سنلغي مشروع منتجات التجميل”.
– سالم: “مجنون؟”
– حسن: “سنعمل على ريال مقابل ورقة تسجيل بيضاء لدى المكاتب الأخرى”
– سالم: “بالفعل مجنون!”
حسن: ” أنت المجنون لأنك لا ترى المنحة في المحنة”
تحمس الإثنين على الفكرة، آملين أن يجدوا طريقة ما لبيع ورقات للمراجعين مقابل ريال إلا ربع للورقة في محاولة منهم لإضافة قيمة للمراجعين قد لا يجدوها في باقي المنشآت.

عن العمل وريادة الأعمالقصص قصيرة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

تريد سرًا كبيرًا من أسرار الإنجاز؟

عليك بالكلاحة

تريد سرًا كبيرًا من أسرار الإنجاز؟
للأعضاء عام

مشهد من مشاهد الله (في تأمل فرعون وجنوده)

مقالة ضيف

مشهد من مشاهد الله (في تأمل فرعون وجنوده)
للأعضاء عام

في تعليق الشهادات على الجِدار

يعترف لي صديقي العزيز قبل أيام، أنه بعد قراءته لكتاب «وهم الإنجاز»، قام بإزالة كل الشهادات التي حصل عليها في حياته المهنية من الجدار خلف مكتبه. ويعتقد مازحًا إنني كُنت سببًا لكسر فرحته بها. صديقي هذا من خيرة الشباب الناجحين (وشديدي التهذيب)، وبعد أن اعترف، أخبرته بصدق