كل الأشياء اليوم تجذبنا إلى السطح
قرأت:
ما نضحي به هو العمق في جميع أنواع الأبعاد… العمق يستغرق وقتًا. والعمق يتطلب انعكاسًا. إذا كان عليك مواكبة كل شيء وإرسال رسائل البريد الإلكتروني طوال الوقت، فلا يوجد وقت للوصول إلى العمق. يستغرق العمق المرتبط بعملك في العلاقات وقتًا أيضًا. يتطلب طاقة. يستغرق فترات طويلة. ويتطلب الأمر التزامًا. يأخذ الانتباه، أليس كذلك؟ كل هذه الأشياء التي تتطلب العمق تعاني. إنها تجذبنا أكثر فأكثر إلى السطح. – Johann Hari، من كتاب Stolen Focus (ص 33).
يعلم هاري إننا نعاني.. لأنه وصف بدقة وعمق في كتابه معاناته الشخصية بأكبر قدرٍ من التفصيل؛ ويشاركنا إياها لمعرفته أن الجميع أصبح لا يستطيع إلا الاكتفاء بالسطح.
«حياتنا اليوم أصبحت ذواقة.. وليست وجبات صحية» كما يصف أحد أصدقائي الوضع العام. نكتفي بالقليل في أشياء كثيرة وعديدة وغزيرة. السنابات وتيكتوك والريل خير أمثلة.
كل الأشياء التي تتطلب العُمق أصبحت تعاني هذه الأيام؛ كل العلاقات أصبحت تُعاني. علاقتنا بالأشخاص والأشياء والأعمال أصبحت مزحومة بأشياء أخرى لا نعلم ما هي بالضبط. كاتب هذه السطور أكثر إنسان يدّعي امتلاكه لمساحات فارغة في يومه لأنه يدّعي قبلها أنه إنسانٌ منظم. ومع ذلك أصبحت الأمور مزحومة بشكلٍ غريب! حركة لقاء الأصدقاء والالتفات للهوايات القديمة لم تعد في خفّتها السابقة، في وقت أصبحت لا ألوم فيه كثيرًا أحبتي الأصدقاء المشغولين جدًا بلقمة العيش مع أعمالهم التي تأخذ يومهم كله، مع قنوات تواصل اجتماعي تزاحم أوقات الفراغ -إن وجدت-. وحتى ذلك الوقت الذي نكتشف فيه السرْ الذي يجعل حياتنا أكثر مرونة.. سنكتفي باتهام السوشل ميديا التي نكرهها ونحبها في نفس الوقت’ فهي التي تقتل كل الأعماق، وتطفوا بنا للسطح.. سطحية التفكير والمكانة ربما.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.