تخطى الى المحتوى

كل الأشياء اليوم تجذبنا إلى السطح

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة

قرأت:

ما نضحي به هو العمق في جميع أنواع الأبعاد… العمق يستغرق وقتًا. والعمق يتطلب انعكاسًا. إذا كان عليك مواكبة كل شيء وإرسال رسائل البريد الإلكتروني طوال الوقت، فلا يوجد وقت للوصول إلى العمق. يستغرق العمق المرتبط بعملك في العلاقات وقتًا أيضًا. يتطلب طاقة. يستغرق فترات طويلة. ويتطلب الأمر التزامًا. يأخذ الانتباه، أليس كذلك؟ كل هذه الأشياء التي تتطلب العمق تعاني. إنها تجذبنا أكثر فأكثر إلى السطح. – Johann Hari، من كتاب Stolen Focus (ص 33).

يعلم هاري إننا نعاني.. لأنه وصف بدقة وعمق في كتابه معاناته الشخصية بأكبر قدرٍ من التفصيل؛ ويشاركنا إياها لمعرفته أن الجميع أصبح لا يستطيع إلا الاكتفاء بالسطح.

«حياتنا اليوم أصبحت ذواقة.. وليست وجبات صحية» كما يصف أحد أصدقائي الوضع العام. نكتفي بالقليل في أشياء كثيرة وعديدة وغزيرة. السنابات وتيكتوك والريل خير أمثلة.

كل الأشياء التي تتطلب العُمق أصبحت تعاني هذه الأيام؛ كل العلاقات أصبحت تُعاني. علاقتنا بالأشخاص والأشياء والأعمال أصبحت مزحومة بأشياء أخرى لا نعلم ما هي بالضبط. كاتب هذه السطور أكثر إنسان يدّعي امتلاكه لمساحات فارغة في يومه لأنه يدّعي قبلها أنه إنسانٌ منظم. ومع ذلك أصبحت الأمور مزحومة بشكلٍ غريب! حركة لقاء الأصدقاء والالتفات للهوايات القديمة لم تعد في خفّتها السابقة، في وقت أصبحت لا ألوم فيه كثيرًا أحبتي الأصدقاء المشغولين جدًا بلقمة العيش مع أعمالهم التي تأخذ يومهم كله، مع قنوات تواصل اجتماعي تزاحم أوقات الفراغ -إن وجدت-. وحتى ذلك الوقت الذي نكتشف فيه السرْ الذي يجعل حياتنا أكثر مرونة.. سنكتفي باتهام السوشل ميديا التي نكرهها ونحبها في نفس الوقت’ فهي التي تقتل كل الأعماق، وتطفوا بنا للسطح.. سطحية التفكير والمكانة ربما.

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)