تخطى الى المحتوى

كم تستغرق مني كتابة المقالة؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

تستغرق مني المقالة العادية في كتابتها من ٣٠ إلى ٤٥ دقيقة، ويزيد هذا المعدل قليلاً إن كان هناك جوانب بحثية تتعلق بها أو ببعض الجهود المصاحبة الأخرى.

أرسلت اليوم مقالة (٨٠٠ كلمة، كانت أكبر قليلة من المقالات متوسطة الحجم) إلى إحدى الصحف بغرض نشرها، استغرقت مني بالضبط ساعتين تركيز دون أي مقاطعة إنترنت أو جوال.

شخصياً ذُهلت من كل هذا الوقت الذي أخذته مني هذه المقالة، وعلمت أن السبب الحقيقي خلف هذا التأخر -غير المعتاد- أنني منذ فترة لم أكتب مقالات مستمرة بنفس الزخم كما كُنت في السابق، ولعل حجتي الوحيدة أنني منكب بصراحة على تدقيق الكتاب القادم، والذي أتمنى من الله أن يستحق هذا التركيز وهذا الابتعاد. شاهدي هُنا أن نوع التركيز يختلف من تدقيق أو كتابة الكتاب عن كتابة المقالة والتي تتحدث عن موضوع معين، يجب أن تنجزه خلال وقت قصير نسبياً لتنشره بعد ذلك. لاحظت ولازلت ألاحظ أن العقل يبرد والقدرة على الإنتاج بالفعل تبدأ بالاختفاء إن لم يُدارا عليها.

كُنت في حديث شيق مؤخراً مع أخي العزيز الفنان الإماراتي مطر بن لاحج ، عندما أكد لي بالفعل أن الموهبة قد تكون موجودة لدى أي إنسان، ولن تظهر إن لم يتبعها بالكثير من العمل. ساعتين لكتابة مقالة كانت بمثابة صدمة بكل صراحة، وكانت بمثابة الصفعة التي كانت يجب أن تذكرني أن بعض الأمور المهمة في حياتنا ستختفي أن لم يُدارا عليها.

أعتبر شخصياً أن هذه المقالة بمثابة الفضفضة للقارئ الكريم … لأنني بصراحة خصصت الساعتين لأكتب ٣ مقالات كما خططت من الأمس، وهذا بالتأكيد ما جعل الأمر يشكل فارقاً معي، لأكتب هذه المقالة الآن.

تخيل معي … أنني لم أكن كسولاً (جداً) في الحقيقة خلال الأيام المضية، بل كُنت منشغلاً في الكتاب! .. وكنت منشغلاً أيضاً بصراحة في أمور العمل اليومي المعتاد. كيف لأمر المقالات الذي اعتدته منذ ٣ سنوات أن تُصبح كتابتها بهذا البطء؟ .. ماذا سيحصل إن تركت الكتابة تماماً لشهرين متتابعة؟ .. هل ستأخذ بعدها المقالة نصف يومي؟ … الله أعلم!

لا يوجد درس فلفسي أعرضه عليك اليوم، ولكن وددت مشاركتك هذا الأمر بكل ود … اعتني بما تراه قوي فيك، واعتني أكثر بما يهمك أمره في هذه الحياة .. كل يوم.

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

حياتنا فيها معارك وحرب.. ركز على الأخيرة

«ماذا لو كان حلمك أن تصبح مغنيًا؟ فكّر في الأمر – لقد نجحت في حلمك! ولكن أثناء قيامك بجولة حول العالم، سيزداد وزنك، وتصبح مدمنًا على المخدرات، ويصبح زواجك في حالة من الفوضى، ولا يتعرف عليك أطفالك.. لقد ربحت المعركة، ولكنك خسرت الحرب.» – شان بوري ترتبط حياتنا بسلسلة

للأعضاء عام

هل شخصيتك ضد أهدافك؟

هذا الشهر يا أعزاءي شهر الأهداف التي ننسى أننا وضعناها كأهداف! ولا يخرج كاتبكم عن هذه العُقدة كل عام، شأنه شأن كل طموح يحاول الارتقاء بنفسه وحياته إلى الأفضل. على كل حال، منذ عشر سنوات لا تخرج الأهداف عن أهدافٍ متعلقة بالكتابة بالدرجة الأولى بالنسبة إلي. عددُ كلمات أقل

للأعضاء عام

تأملات في انضباط عملي غير مطلوب

«في عام ١٩٥٣م، سافرت في جولة ملكية واحدة أربعين ألف ميل، كان كثير منها عبر السُّفُن. صافحت ثلاثة عشر ألف يد، واستقبلت عشرات الآلاف من الانحناءات. ألقت واستمعت إلى أكثر من أربعمئة خطاب. وكانت هذه مجرد واحدة من مئات الجولات الملكية خلال فترة حكمها. في المجمل، سافرت أكثر