تخطى الى المحتوى

كيف نركز أكثر؟ - درس من مدرب الأسود

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

قضى Clyde Beatty والذي ولد عام ١٩٠٣ في أوهايو، الولايات المحتدة معظم حياته وهو يصارع (أو يدرب) الحيوانات المفترسة لعروض السيرك، وقد اشتهر تحديداً في تروضيه للأسود. ليكتشف سراً غريب في مهنته الغريبة يستطيع من خلاله التحكم في سلوك الأسد المفترس أمامه أثناء التدريب، وبالتالي التحكم في حركاته وقيادته أمام الجمهور أيضاً.

كان السر الكبير هو استخدامه «للكرسي».

اكتشف «بيتي» أن استخدامه للكرسي (كما هو موضح في الصورة) ليعرضه في وجه الأسد عند شروعه بالافتراس، يجعل منه مشتتاً، حيث يتوزع تركيز الأسد على أقدام الكراسي الأربعة ليتنقل نظره من زاوية إلى أخرى، متناسياً وجود شخص ما خلفه، وبالتالي ما يقوم به الأسد حينها … هو الانتظار. حتى يختفي هذا التشتيت من أمامه.

يعتمد «بيتي» على إدارة سلوك الأسد بإخفاء الكرسي من أمامه تارةً، وإظهاره تارةً حتى يقوده مع بعض التفاصيل التدريبية الأخرى إلى الاتجاه الذي يريده هو ولا يريده الأسد.

ويعلق James Clear في مقالته عن هذا الموضوع، بأن الإنسان العادي خلال يومه العملي قد يواجه نفس ما يواجه هذا الأسد من أربعة زوايا كراسي مختلفة (مهام عملية مختلفة) تجعل تفكيره شديد التشتت دون التركيز على الهدف الأهم (ما هو خلف الكرسي بالنسبة للأسد) إن قرر استهدافها وحيداً، أو ما نسميه نحن Multitasking.

ما نتعلمه من ملاحظة «كلير» أن سيطرة زوايا الكرسي الأربعة علينا خلال اليوم لن تقودنا يوماً بعد يوم لاستهداف أهم المهام المطلوبة منّا في العمل، لأننا ببساطة شديدي التشتت. وقد تسهل المهمة جداً على الأسد بأن يهاجم «بيتي» إن لم يحمل الكرسي في يده، لأن الهدف واضح أمامه.

الخلاصة؛ مثل الأسد … أن نعمل على مهمة واحدة فقط .. ننتهي منها .. لننتقل إلى المهمة التي بعدها. وأن نبتعد عن الـ Multitasking.

clyde-beatty-lion-tamer.jpg
Clyde Beatty taming a lion with a chair. (Image from Harvard Library.)
سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

هل فكرت يومًا بحجم ديونك (تجاه النوم)؟ أنا فكّرت وهنا النتيجة

مقالة مطوّلة عن حياتنا مع النوم

هل فكرت يومًا بحجم ديونك (تجاه النوم)؟ أنا فكّرت وهنا النتيجة
للأعضاء عام

كل الناس لهم ذكرياتهم السيئة بطريقتهم؛ أما أنا فكانت مع الأكل

عن عدم القدرة على التواصل الفعّال مع الأهل في سن صغير

كل الناس لهم ذكرياتهم السيئة بطريقتهم؛ أما أنا فكانت مع الأكل
للأعضاء عام

المشاهير الحبّيبة: لماذا ينفصلون؟

معظم الناس ينشرون باستمرار عن أزماتهم الشخصية أكثر من اهتماماتهم الحقيقية

المشاهير الحبّيبة: لماذا ينفصلون؟